سريالي

«ستريت فود».. ليش لا

أحمد المظلوم

جاي فاي، هي صاحبة أشهر طبق «توم يوم» في تايلاند، ويقال إنها أشهر طاهية طعام شارع (ستريت فود) في العالم!

كما جاء في إحدى وثائقيات «نتفليكس» الخاصة، فهي الوحيدة بين مقدمي طعام الشارع التي حازت «نجمة ميشلين»، كما كتبت عنها العديد من الصحف العالمية، ويأتيها الناس من جميع مناطق البلاد وخارجها، للاصطفاف في طابور أبدي غير محدد المدة، أمام مطعم صغير جداً يقع في العاصمة التايلاندية بانكوك، وذلك كله لتجربة أحد أطباقها الشهية، مثل عجة السلطعون أو طبق التوم يوم الجاف المبتكر، فطعام الشارع أشبه بثقافة شعبية عالمية، حيث يتفنن الطهاة بعرض أطباقهم التي تمثل ثقافتهم، والتي أتقنوا إعدادها لسنين طويلة.

عندما نتحدث عن طبق الفول فلا يوجد أشهر من فول سعد إمبابي وعربته الخضراء في القاهرة، حيث ظل يقدم هذا الطبق نفسه لأكثر من 35 عاماً! حتى تربع على عرش مقدمي الفول، ويقول في هذا الصدد: «الوصول إلى القمة سهل، لكن المحافظة عليها صعب».

هناك ما يقارب من 2.5 مليار شخص يأكلون طعام الشارع يومياً حول العالم، لخوض تجربة جديدة مع تناول طعام لذيذ وبسعر زهيد، ونجد أكشاك الطعام منتشرة ومتناثرة في كل مناطق العالم، ومن أشهرها: بانكوك، طوكيو، هونغ كونغ، مكسيكو سيتي، باريس، مراكش وغيرها الكثير.

في السابق كان طعام الشارع غير خاضع للرقابة الغذائية، لكن اليوم أصبحت أكشاك طعام الشارع تخضع للرقابة الصحية والغذائية بشكل دائم، ما سهّل في انتشارها، حتى أضحت مركز جذب قوي للسياح.

تحتضن دولة الإمارات أكثر من 200 جنسية، وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال: لماذا لا يتم استغلال هذا التنوع الثقافي الكبير، من خلال إنشاء مدينة مصغرة لنطلق عليها اسم «STREET FOOD TOWN»، حيث تكون هذه المدينة هي الوجهة الأساسية لطعام الشارع، ويتم فتح الباب لجميع هذه الجاليات لتقديم أطباقها الفريدة والمتنوّعة من كل مطابخ العالم، مع توفير التسهيلات اللوجستية بأسعار زهيدة، من قبل الجهات المختصة في الدولة (تعال واطبخ على طول)، حيث إن الغالبية العظمى لا يمكنها تحمل كلفتها.. تخيل لو كان ذلك؟! كم جاي فاي سنكتشف؟! وكم سعد إمبابي سنأكل من عربته طعاماً لذيذاً بأسعار بخسة؟! كما يمكن استغلال ذلك لإتاحة الفرصة لترسيخ ثقافة الأكل التقليدي الإماراتي في هذه المدينة، وستقدم الدولة كذلك خدمة إنسانية عظيمة للعائلات المعوزة، عن طريق فتح مصدر رزق آخر للجاليات العديدة التي تعيش على هذه الأرض الكريمة.. أخيراً أسألكم: «ستريت فود.. ليش لا؟».

• هناك ما يقرب من 2.5 مليار شخص يأكلون طعام الشارع يومياً حول العالم، لخوض تجربة جديدة مع تناول طعام لذيذ وبسعر زهيد، ونجد أكشاك الطعام منتشرة ومتناثرة في كل مناطق العالم.

Ahmed_almadloum

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر