حمَّالة الحطب

كثيراً ما نسمع عن الجوائز، التي يتم منحها في مجالات متعددة، تشمل كل العلوم ومناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإنسانية، وغيرها، وبطبيعة الحال هناك العديد من تلك الجوائز، التي يبدو أنها بناء على مصالح مشتركة، وربما ترويج لشخصيات معينة لم نسمع عنها من قبل، ولا يعرف أحدنا أي شيء عنها، سوى أنها خرجت فجأة من حيث لا ندري، إلا أن هناك جوائز لها ثقلها على مستوى العالم، مثل جوائز «نوبل»، التي تعتبر الأشهر والأعرق على مستوى العالم.

في 1991، حصلت أونغ سان سو تشي على جائزة نوبل للسلام، لدورها في النضال ضد الحكم العسكري في ميانمار، كذلك حصلت اليمنية توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام عام 2011، لدورها السياسي في اليمن، للوهلة الأولى ولمن يتابع الأخبار السياسية يعتقد أن أونغ سان سو عبارة عن كائن ملائكي يسعى للتعايش السلمي بين الأعراق كافة، لا تفرق بين طائفة وأخرى، إلا أن ردة فعلها بعد تسلمها السلطة كان مختلفاً تجاه المجازر في حق مسلمي الروهينغا، فبقيت صامتة لمدة طويلة، قبل أن تخرج بتصريح لا يغني ولا يسمن من جوع، لم يقدم أي حل لهذه الجرائم، بل إن هناك جهات عدة سحبت الجوائز التي منحتها لها، بناء على ردة الفعل السلبية تجاه هذه القضية.

على الجانب الآخر، أثبتت توكل كرمان أنها نسخة جديدة من حمالة الحطب، فهي لا تتوانى في التحريض والإساءة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات، بمناسبة أو دون، ودأبت على توجيه خطاب هجومي يدعو للعنف والتظاهر، والتشجيع على الانقلاب في جمهورية مصر العربية، ولا تتوقف عن التدخل في الشأن الليبي والجزائري والسوداني، بينما لم تنطق بكلمة واحدة بحق كل الدول التي تدعم «الإخوان المسلمين»، والجماعات المتشددة المسلحة.

عندما أستعرض العديدين، ممن حصلوا على مثل هذه الجوائز في المجال السياسي، لا أملك إلا أن أضرب أخماساً في أسداس، بسبب ما يحدث في عالم السياسة، والمصالح القذرة، والمعايير المقلوبة، يذكرني هذا بمقولة حارث سيلايديتش، رئيس الوزراء البوسني إبان حرب البوسنة: «إذا قتلت شخصاً فإنك تحاكم، وإذا قتلت 10 أشخاص أصبحت من المشاهير، وإذا قتلت ربع مليون إنسان، فستتلقى دعوة لحضور مؤتمر سلام».

• هناك جوائز لها ثقلها على مستوى العالم، مثل جوائز «نوبل»، التي تعتبر الأشهر والأعرق على مستوى العالم.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة