التكريم بالمقلوب

هناك نقطة مثيرة للجدل في أغلب الاحتفالات والمنتديات التي تشرف عليها الجهات الحكومية والإعلامية في الدولة، تلك النقطة تتعلق بخلط الحابل بالنابل في توجيه الدعوات الغريبة إلى شخصيات بعيدة كل البعد عن هذه الاحتفالات والفعاليات.

- نجاحات المؤسسة الصحية تقاس بإنجازات الأطباء والموظفين وليس بغيرهم.

قبل أسبوع تداول المتابعون صوراً وتسجيلات لما حدث في إحدى الفعاليات التي أشرفت عليها دائرة حكومية في حفل التكريم السنوي، الامتعاض من المتابعين كان لنوعية الملابس التي ارتدتها إحدى المدعوات للمناسبة، التي لا يمكن وصفها إلا بالمخجلة، بالإضافة إلى وجود ضيوف آخرين لا ناقة لهم ولا جمل في هذا التكريم سوى أنهم من الذين اشتهروا بمسابقات الجمال وفعاليات الطبخ ودق الطبول!

يحسب لهذه الجهة الحكومية أنها قامت بالاتصال شخصياً وتوضيح النقطة المتعلقة بالضيوف، حيث أكدت إشرافها على تقييم الجوائز، بينما تم توجيه الدعوات للضيوف من قبل الشركات الراعية التي ظنت أن خير طريقة للدعاية تتمثل في دعوة هذه النوعية من المشاهير، وهنا إذ نشكر الجهة على التوضيح وعدم رضاها عما حدث، إلا أنه في المقابل يتعين أن يكون هناك نوع من المحاسبة لهذه الشركات الراعية، وألا يكون لها اليد الطولى في كل شيء.

من وجهة نظر شخصية عندما يكون التكريم على المستوى الصحي، فمن الأولى أن يجلس في الصفوف الأمامية أصحاب الإنجازات من الأطباء، ولا مانع أن يتم تكريم المرضى الذين استطاعوا مقاومة الأمراض المستعصية والخطرة، ولا يوجد غضاضة في أن يشعر الطبيب والموظف أنه أكثر أهمية من أي ضيف، فنجاحات المؤسسة الصحية تقاس بإنجازات الأطباء والموظفين، وليس بغيرهم من خارج هذه الدائرة.

إن الاستياء العام ممّا يحدث في مثل هذه المناسبات ليس شخصياً، ولا علاقة له بتصفية الحسابات مع جهة معينة أو المشاهير وغيرهم، إنها مسألة مبدأ وإعطاء كل ذي حق حقه، فعندما تكون المناسبة ترفيهية لا مانع من دعوة كل أنواع المهرجين في وسائل التواصل الاجتماعي، ولن يتذمر أي شخص من تواجد ملكة جمال أو حتى ملكة إبل أو كائن من كان، أما المناسبات العظيمة فلابد أن يكون اختيار الضيوف والمشاركين متناسباً معها منعاً لأي لغط أو انتقادات تسيء لسمعة المؤسسة.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة