5 دقائق

الأطفال مستحقو الرعاية

الدكتور علاء جراد

في مختلف دول العالم يتعرض أطفال للإساءة بصفة مستمرة، وهناك أنواع من الإساءات والانتهاكات تترك جروحاً وندوباً نفسية لا تندمل مع مرور الزمن، بل تكون نتيجتها إما إنساناً محطماً ومريضاً نفسياً أو بقايا إنسان، وإما أن تنتج مجرماً أو إرهابياً. قد تحدث تلك الانتهاكات من أحد أفراد الأسرة أو الأقارب، وقد تحدث من المعلمين والعاملين في الحضانات ودور الرعاية. قد يكون العلاج ممكناً مع الأطفال الذين لديهم أهل يهتمون بهم ويتم تدارك الآثار، ولكن في حال الأطفال الأيتام أو المودعين دور الرعاية، فالظروف التي يعيشون فيها قد تكون كارثية.

في بعض الدول لا يتم تقنين العمل بدور الرعاية، ويمكن لأي من كان افتتاح دار رعاية، أو حتى حضانة، واستقبال الأطفال، ويفعل القائمون على تلك الدور ما بدا لهم دون رادع أو رقيب. أمّا بالنسبة لأطفال الشوارع، فالمأساة أكبر وأخطر، وتقدر منظمة اليونسكو عدد أطفال الشوارع في العالم بـ150 مليون طفل يعيشون دون مأوى وعرضة لمخاطر لا تُحصى. ويعتبر هذا الرقم أقل بكثير من الواقع، إذ يرجح مركز التميز في رعاية الأطفال باسكتلندا وصول الرقم الفعلي إلى 500 مليون طفل.

إن هذه القضية بحاجة إلى اهتمام بالغ على كل المستويات، حيث إن الجميع لديه مسؤولية نحو الإسهام مع جهود الحكومات في حل أزمة هؤلاء الأطفال، سواء من خلال التطوّع أو التبرع أو التبني بما يتماشى مع القوانين المعمول بها، وليس بالضرورة أن يتم التبني بأن ينتسب الطفل لأب وأم آخرين، ولكن يمكن أن يتم ذلك من خلال نظام الأسر البديلة وهو نظام نجح نجاحاً كبيراً جداً في الكثير من الدول.

تحاول المنظمات العالمية ذات الصلة رفع الوعي بهذه القضية الإنسانية. وعلى سبيل المثال، فقد أصدرت الأمم المتحدة اتفاقية الرعاية البديلة. ومن ضمن ما تنص عليه هذه الاتفاقية وجوب احترام الأطفال وصون كرامتهم في جميع الأوقات، وحمايتهم على نحو فعال من سوء المعاملة والإهمال وجميع أشكال الاستغلال، سواء كان ذلك من جانب مقدمي الرعاية أو الأقران أو أطراف أخرى، مهما كان شكل الرعاية التي يحصلون عليها، وبالنسبة للأطفال في دور الرعاية فينبغي توفير تدريب تخصصي للمعلمين، وغيرهم من العاملين في مجال رعاية الطفولة من أجل مساعدتهم على كشف حالات إساءة المعاملة أو الإهمال أو الاستغلال أو تعرض الطفل لخطر الهجر، وإحالة هذه الحالات إلى الهيئات المختصة.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .


في بعض الدول لا يتم تقنين العمل بدور الرعاية، ويمكن لأي من كان افتتاح دار رعاية، أو حتى حضانة، واستقبال الأطفال.

تويتر