كـل يــوم

من أجل ذلك تُنفق الدولة ملايين الدراهم..

سامي الريامي

تجاوز زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب حاجز المليون زائر مع دخول المعرض يومه السابع؛ ليس خبراً عادياً، إنه إنجاز مشرّف بكل معنى الكلمة، وهو خبر سار مفرح يبعث بمشاعر التفاؤل إلى أقصى درجاتها، خصوصاً ونحن نتحدث عن الكتاب في زمن الـ«آي باد»، وزمن التكنولوجيا التي سرقت بريق هذا الكتاب، ودفعت بالأجهزة اللوحية والألعاب الإلكترونية بين يدي شباب الجيل الحالي، والصغار والأطفال بمختلف أعمارهم!

ليس سهلاً أن يستطيع معرض الشارقة للكتاب أن يكسر حاجز المليون، في الوقت الذي بلغ زوار معرض الكتاب في مدينة بكين الصينية 500 ألف زائر، وزيارة أكثر من 50 ألف طالب وطالبة للمعرض في صباح يوم واحد، لا تعد أبداً شيئاً عادياً، كما أنه ليس من السهل أبداً أن ترتفع مبيعات الكتب لدى الناشرين المشاركين في الشارقة 15% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.. كل هذه الأرقام هي إنجازات حقيقية تعكس مدى الجهود المبذولة خلف كواليس هذا المعرض الضخم، الذي يعد علامة بيضاء بارزة في سماء الإمارات، تسهم بشكل مباشر في تعزيز اسم الدولة، وتكريس موقعها وقوتها الثقافية والمعرفية.

المعرض بات، بكل اعتزاز، حدثاً ينتظره عاماً تلو عام القراء والناشرون والكتّاب، والعاملون في عالم النشر الورقي والإلكتروني الإماراتي والعربي والعالمي، وتنتظره نخبة من أبرز الكتّاب والأدباء والفنانين العرب والأجانب، فهم يقدمون على مدار 11 يوماً مجموعة متنوعة من الندوات الأدبية والثقافية والأمسيات الشعرية.

لقد تحول معرض الشارقة الدولي للكتاب تماماً كما قال رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد العامري: «ليس مجرد حدث سنوي عابر، بل أصبح جزءاً من ذاكرة الجمهور في الدولة والمنطقة والعالم، هناك من يتذكر أن أول كتاب قرأه كان في هذا المعرض، وبدأت علاقته مع الإنتاج الثقافي، وفيه التقى بكاتب أو ناشر ترك أثراً في حياته، أو اجتمع بصديق بعد طول غياب، أو وجد فيه فرصة لتعريف أبنائه إلى القراءة وأهميتها لمستقبلهم، هذا هو البعد الاجتماعي والثقافي والوجداني للمعرض، الذي جعل منه الأول على مستوى المنطقة، والثالث على مستوى العالم»، لذا لن نستغرب أبداً أن ينجح المعرض في كسب الرهان وانتزاع لقب صدارة أفضل المعارض عالمياً خلال أقل من ثلاث سنوات، فالمركز الأول دائماً هو طموح قادتنا، وهو المكان المناسب لمثل هذا الجهد الضخم المبذول في تفاصيل معرض الشارقة للكتاب.

حرص المدارس بمختلف المراحل، ومن الإمارات كافة، على ضمان زيارة الطلاب والطالبات للمعرض، وحرص أولياء الأمور على اصطحاب أبنائهم، هو أكبر إنجاز لجعل الكتاب صديقاً حميماً لأبناء الجيل الحالي، فهم أحوج ما يكونون للابتعاد قليلاً عن تلك الأجهزة التي سيطرت على تفكيرهم وتصرفاتهم، ولعل اقتناءهم مجموعة من الكتب المناسبة وقراءتها يؤثران إيجاباً في سلوكياتهم وشخصياتهم، ولعلهما البداية لعالم المعرفة والثقافة، هذا ما يتمناه قادتنا، وهذا ما نتمناه جميعاً، ومن أجل ذلك تنفق الدولة ملايين الدراهم من أجل بناء شخصيات مميزة لأبناء الجيل المقبل، فبناؤهم أهم من أي بناء آخر.

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر