وددتُ أن أقول

الشارقة.. اسم مدينة وملك

علي الهاجري

«ابتسم أنت في الشارقة»، جملة بارزة للعيان لكل من يزور الإمارة الباسمة، لكن على من يقطنها أن يتباهى اليوم ويتفاخر بما يقدمه «الملك» من أداء ونتائج تدفع المرء إلى الإعجاب، كون العقل الفني المفكر للفريق مديره الفني، ابن الإمارات، عبدالعزيز العنبري.

- لا أجد نفسي منتمياً إلى

«معسكر المتفاجئين»

من الصدارة

«الشرجاوية».

وبعد وصولنا للجولة التاسعة من عُمر دوري الخليج العربي، نرى العنبري يواصل «مسلسل الرعب»، لكن هذه المرة بالجزء الجديد «الكوتش»، بعد أن كان لاعباً.

شخصياً، لا أجد نفسي منتمياً إلى «معسكر المتفاجئين» من الصدارة «الشرجاوية»، ولا أعني بكلامي هذا أنني توقعت ذلك في الصيف، إلا أن مبعث ما أرتكز إليه في هذا السياق، الجانب التاريخي لكرة القدم الإماراتية التي يشكل فيها الشارقة أحد العناوين الرئيسة. فمن ينسى هذا الفريق البطل الذي كان لأعوام عديدة مكوناً أساسياً لمعادلة المنافسة والفوز بالألقاب.. وسمّي الفريق حينذاك بـ«الملك» لكثرة الفوز بلقب كأس رئيس الدولة، كما أن الشارقة أول من فاز بلقب الدوري، ولطالما كان الشارقة منجم نجوم لكرة القدم الإماراتية، فالأشقاء يوسف وجاسم ويعقوب وعبدالرحمن وإسماعيل وخليفة عيال الحداد وجمعة ربيع، إبراهيم صالح، وأشهر توأمين في ملاعبنا إبراهيم وعيسى مير، يوسف حسين، السوبرمان محسن مصبح، علي ثاني، عبدالعزيز محمد «عزوز» والمرحوم أحمد إبراهيم «داني»، وغيرهم من النجوم.

حين نعود بالذاكرة لعام 1998 عندما هبط الشارقة لدوري الهواة، حلت الصدمة في كل مكان، كيف لا والفريق الذي كان يعج بدعائم منتخبنا الوطني الأساسية بهذا التدهور! إلا أن الشارقة بعد عقدين من الزمن مليئة بانكسارات لم يتخللها فرح سوى الفوز بالكأس عام 2003، جاء وقت الحصاد بعد السنوات العجاف وُلد «الملك» من جديد فأهلاً بمن عاد.

الشارقة كشف سر تميزه هذا العام، وأنا سأقدمه للعلن، فحين أسندت إدارة النادي برئاسة «المحنك»، سالم عبيد الشامسي، دفة الإدارة إلى أبناء النادي، حضر العمل الوطني 100%، إذ تولى محسن مصبح رئاسة شركة الكرة، ونجح في إبهار كل من شاهد دورينا في وقت قياسي، من خلال استقطابه للكثير من النجوم المحترفين والمحليين، وأثبت أن ابن المهنة عوّام، وللعلم والمعلومة فإن أغلب العاملين في الإدارة «الشرجاوية» هذا الموسم من أبناء النادي، الذين كانوا لاعبين في الميدان للفرقة البيضاوية عبر الزمن، أمر استثنائي يحدث في الشارقة لأنه راهن على كل أبنائه الذين مثلوه في ما سبق من سنوات، فمثلاً إبراهيم صالح المدير المالي، محمد سعيد بوزنجال مشرف الفريق الأول، أحمد مبارك الجنيبي مدير الاحتراف، رضا عباس مدير الأكاديمية، عبدالعزيز محمد مدير الفريق الأول، علي حمد إداري الفريق الأول، عمران الجسمي مدير شؤون اللاعبين، عبدالمجيد النمر مدرب فريق 21سنة، جمعة ربيع المشرف الفني للأكاديمية. وكل هذا مكمن الخلطة السرية للتميز «الشرجاوي»، بخلاف رئيس شركة كرة القدم، محسن مصبح، ومدرب الفريق الأول، عبدالعزيز العنبري.

من الأمور التي لفتت الانتباه في الفريق الملكي، وجود المحترفين على أعلى مستوى، أيغور كورونادو ومنديز وشكيروف وسواريز ومجموعة من الشباب المواطنين الذين راهن عليهم العنبري فكان له منهم «بياض الويه».

لعل وجود «أوفى جمهور»، المتواصل بأعداد كبيرة في كل مباريات الفريق، وتشجيعه المختلف عن كل الجماهير، أعطيا دافعاً كبيراً للاعبين لاستمرار الوتيرة نفسها، وها هم «الشرجاوية» يضربون أروع صورة انتماء وولاء، ولهذا هم في القمة.

لحظة:

في قصة نجاح الشارقة لا نغفل فصل التطبيق المثالي للدمج بين «الشارقة والشعب»، وبدا أن «دمج» يعقبه «مجد».

16alhajeri@

Ap.4@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر