كـل يــوم

محمد بن راشد.. كم أنت عظيم

سامي الريامي

كم أنت عظيم بأخلاقك.. وكم أنت عظيم بحنانك وقلبك الكبير.. وكم أنت عظيم بتواضعك وطيب نفسك.. صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لك في كل لحظة وموقف وحدث، دروس يتعلمها الجميع، ورسائل تتلقاها الأجيال، جيلاً بعد جيل، عنوانها المحبة والرحمة والحكمة وبُعد النظر.

يمسح دموع الطفلة الفائزة بـ«تحدي القراءة» بغترته، وبشكل تلقائي وعفوي، لم يفكر في هذه اللحظة إلا في كيفية احتوائها وتهدئتها، ومساعدتها على تجاوز لحظة الصدمة بسماعها النتيجة، فعل لا يفعله إلا من كان عظيم الشأن، ذا قلب كبير، ونفس زاهدة.

هكذا هو دائماً، لا يفكر إلا في الناس، وفي الشعب، وفي الكيفية التي تجعلهم سعداء، وجوده بينهم هو مصدر دائم لبث السعادة والطاقة الإيجابية والتفاؤل، بكلمة منه يزرع الأمل في نفوس الآلاف، وبنظرة منه يزرع القوة والتحدي في نفوس الآلاف، وبإيماءة منه يبث طاقة الإيجاب في الآلاف، هذا ما يفعله دائماً محمد بن راشد، حفظه الله، ولهذا يعشقه الملايين داخل الدولة وخارجها، فالقادة الاستثنائيون يتجاوزون بقلوبهم حدود المكان والزمان، وهو قائد استثنائي، وشخصية متفرّدة متميّزة.

شاهدنا سموّه في مئات الأحداث والمناسبات.. ولاحظنا أن السعادة تغمر قلبه بشكل أشمل وأكبر عندما يحضر حفل ختام مسابقة «تحدي القراءة العربي»، ولاشك في أن لذلك سبباً مباشراً، فهذه المسابقة تقترب من قلبه كثيراً، فهو شغوف شديد الحب لنشر الثقافة والتعليم في العالم أجمع، وفي الوطن العربي بشكل خاص، فلا أسمى ولا أرقى من هذا الهدف، فمحمد بن راشد بذلك يشعل شمعة الأمل، ليلمع بريق المستقبل في هذه الأمة التي تجتاحها الآلام والمصائب من كل ناحية واتجاه، وهو مؤمن تماماً بأن استئناف الحضارة العربية لن يأتي ما لم يعشق الأطفال القراءة، فالتغيير يجب أن يبدأ من أحلام وأفكار هؤلاء الأطفال، فهم قادة المستقبل، وهم أمل هذه الأمة.

«تحدي القراءة العربي»، الذي يرعاه ويؤمن به صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، استطاع أن يوحّد أطفال وطلاب العالم العربي خلف راية واحدة، هي راية العلم والمعرفة، فنجح بالثقافة في أن يحقق ما فشلت فيه السياسة، واستطاع أن يزرع الحب والتفاؤل والوحدة في نفوس أكثر من 10 ملايين ونصف المليون طالب وطالبة شاركوا من 44 دولة، ومن العرب خارج حدود الوطن العربي أيضاً، فهل هناك إنجاز مرّ على خريطة الوطن العربي طوال الـ50 عاماً الماضية أفضل من ذلك؟!

من يشاهد شغف هؤلاء الأطفال، وجميع المشاركين في «التحدي»، وهم ينهلون من العلم والمعرفة، ويعكفون على قراءة الكتب، يشعر بعظمة إنجاز هذا «التحدي»، وأهميته في تغذية عقولهم، في وقت أحوج ما نكون إلى حثّ أبنائنا على مثل هذه الممارسات الإيجابية، بعد أن انتشرت، بشدة، ممارسات سلبية تجعلهم منكفئين على أجهزة إلكترونية، وألعاب لا فائدة ترجى منها، بل تعمل على إلحاق الضرر بعقولهم وأبصارهم!

محمد بن راشد.. شكراً لك من القلب باسم مئات الملايين من العرب، بين طفل مشارك، ومدرسة متفائلة، ومدرّسين ومشرفين، وأولياء أمور، فقد استطعت بحكمتك وحبّك الأصيل لمحيطك العربي، أن تبعث في نفوسهم الأمل بمستقبل أفضل.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر