النافخون في النار

يقول الراحل مالكوم إكس: «الخطأ خطأ بغض النظر عمن ارتكبه»، تأخذني هذه المقولة للأحداث الدراماتيكية في قضية اختفاء جمال خاشقجي، والتي أثارت الرأي العام الإقليمي والدولي طوال الفترة الأخيرة، ولاتزال تبعاتها تتوالى مع إعلان المملكة العربية السعودية عن وفاته بطريقة مأساوية لم يتوقعها أحد.

إنّ كل ما حدث خلال هذه الأزمة يوضح وجود خطأ شنيع تتحمل تبعاته الجهة التي أشرفت على لقاء خاشقجي بتصرفاتها غير المسؤولة، إلا أن القرارات التي اتخذتها قيادة المملكة العربية السعودية في إعفاء ومحاسبة المتورطين وتقديمهم للعدالة تأتي في إطار الخطوات التصحيحية لمنع تكرار مثل هذه الأخطاء.

عندما دافع الكثير من الكُتاب ووسائل الإعلام عن الشقيقة الكبرى قبل وضوح الموقف، فإن ذلك يأتي من منطلق وطني والتزام أدبي، نعي من خلاله ونتفق بشدة على أن الحملة المسعورة لم تكن حباً في الراحل جمال خاشقجي، بل وكأنها معدة سلفاً للنيل من سمعة المملكة العربية السعودية التي تحارب قيادتها الإرهاب والجماعات المتطرفة، وها هي الأيام تثبت أن الحملة موجهة إلى شخص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود ثورة التغيير والمشروعات التنموية والفكرية التي تهدف إلى الارتقاء بالمواطن السعودي، ولتجعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة في شتى المجالات.

الدول الصديقة والشقيقة أعلنت عن وقوفها إلى جانب المملكة، وأشادت بالقرارات المتخذة لإعادة الأمور إلى نصابها ومحاسبة كل من تورط في قضية خاشقجي، بينما في المقابل هناك من لايزال يصبّ الوقود على النار لتزيد اشتعالاً، أملاً في أن تتحقق مآربه الخبيثة التي ستتحطم كما تحطمت غيرها من المؤامرات الدنيئة.

سياسياً وإقليمياً لا يمكن الاستهانة بالثقل السعودي والدور المحوري الذي تقوم به في جميع القضايا، وبالتالي فإن أي محاولة لإلحاق الضرر بها ستكون نتائجها عكسية على المديين القصير والطويل في وقت لا تتحمل فيه المنطقة أزمات جديدة، وأما النافخون في النار فسيخيب مسعاهم كما حدث في مرات عديدة.. حفظ الله المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً من كل مكروه وكفاها الله شر الكائدين.

• سياسياً وإقليمياً لا يمكن الاستهانة بالثقل السعودي والدور المحوري الذي تقوم به في جميع القضايا.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة