كـل يــوم

في انتظار نتيجة التحقيق!

سامي الريامي

قرار اتحاد الكرة بتشكيل لجنة للتحقيق في صحة «سهر» بعض لاعبي المنتخب، في الليلة التي سبقت المباراة النهائية لـ«كأس الخليج 23»، صائب وسليم، بالتأكيد هو لا يعني ثبوت الواقعة، لكنه إجراء لابد منه للتأكد من كل شيء.

وبما أن هناك لغطاً وجدلاً شديدين على الساحة الرياضية حول هذا الموضوع، فالتحقيق أمر ضروري لابد منه، شريطة أن يكون الهدف هو إجراء تحقيق فعلي، واتخاذ الإجراءات، أو بالأحرى العقوبات اللازمة ضد هؤلاء اللاعبين «إذا ثبت تورطهم»، وبغض النظر عن أسمائهم، ومستوياتهم، وأهميتهم في المنتخب، لا أن يكون هدف التحقيق هو مجرد تهدئة وإخماد غضب الشارع الرياضي على المستوى الفني الضعيف الذي ظهر به بعض اللاعبين، ما أدى إلى خسارة بطولة غالية على قلوبنا جميعاً!

إن حدث وثبتت هذه المخالفة الجسيمة، فهي ليست المرة الأولى التي يتجاوز فيها لاعبون كبار القوانين والأنظمة الرياضية أثناء البطولات والمعسكرات الخارجية، وهي ليست المرة الأولى التي يتسرّب فيها اللاعبون من الفنادق ليلاً، جميعنا يعلم ذلك، فقد ثبت ذلك مراراً وتكراراً، وبالصور والأدلة، وعلى ضوئها تشكّلت لجان عدة للتحقيق، لكننا لم نسمع عنها شيئاً بعد ذلك، ولم نقرأ سوى قرار تشكيلها فقط، في حين استمرّ اللاعبون في اللعب، وفي السهر، وفي تدخين الشيشة أثناء البطولات والمعسكرات التدريبية، لم يردعهم رادع، لأنه وبكل بساطة لم يعاقبهم أحد، وأصبح كل منهم يشعر بأنه فوق الأنظمة والقوانين، بل إنه أهم من المنتخب!

مَن أمن العقوبة أساء الأدب.. هذا بالفعل ما ينطبق على بعض اللاعبين، الذين أساؤوا إلى أنفسهم سابقاً، من خلال الهروب من المعسكرات، وتدخين الشيشة في ليالي المباريات، وتالياً لن نستغرب أبداً تكرار مثل هذه المخالفات في حال ثبوت وقوعها، وذلك بسبب ضعف الإدارات المتعاقبة التي لم تتجرّأ على اتخاذ إجراء واحد، أو تفرض عقوبة واحدة على أي من مشاهير الكرة، حتى بعد أن تيقنت من مخالفتهم الأنظمة واللوائح، وحتى بعد أن رآهم المدرب بعينه (آنذاك) وهم يدخّنون الشيشة في مقهى ليلة مباراة مهمة!

الأسوأ من ذلك، أن اللاعبين وجدوا كثيراً ممن طبّل لهم، وهلّل لهم، وبرّر كل تصرفاتهم، حيث يهاجم كثيرون من الجماهير ومن المحللين، وحتى إعلاميون، كل من يتحدث عن مخالفات أو تسرّب لاعبين من المعسكرات ليلاً، واعتبروا ذلك تشهيراً، واعتداء على حريات شخصية، واليوم، بعد ضياع البطولة، أصبح الجميع يطالب الاتحاد بالتحقيق والردع وتطبيق العقوبات، متناسين أنهم كانوا يتحمّلون جزءاً من مسؤولية تكرار هذه التصرفات من اللاعبين!

نريد التحقيق هذه المرة أن يكون حقيقياً، لا كسابقه، والأمر يحتاج إلى حسم سريع، وقرارات سريعة، ونحن مع إعادة منظومة المنتخب بشكل كامل، ليس فقط على مستوى اللاعبين، بل على مستوى الإدارة والقرارات، ولا أحد يعلو اسمه على اسم الإمارات، مهما كان، لاعباً أو إدارياً أو مدرباً، فالمصلحة الوطنية تقتضي الحزم في هذه الفترة، لأن عدم الجدية أصبح واضحاً، وحب الذات والرغبة في تحقيق شهرة ونجومية ومجد شخصي واضحان، وغياب المسؤولية واضح، والدلال الزائد واضح، ولا مجال للخروج من كل هذه الأمور إلا بقرارات حاسمة وسريعة!

أما إذا اتضح أن اللاعبين المتهمين أبرياء من التهم الموجهة إليهم، وهذا وارد أيضاً، فالأحرى باتحاد الكرة أن يطلعنا على ذلك بكل شفافية وصدقية، ونحن في نهاية الأمر ليس ضد أحد، ولكن تفعيل مبدأ الثواب والعقاب يجب ألا يزعل منه أحد..

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر