وجهة نظر

الاستقرار وأصالة الجماهير

مسعد الحارثي

تناولت سابقاً موضوع الحضور الجماهيري، وأبرز الأسباب التي تتحكم في زيادة أو انخفاض عدده في المدرجات، وأعود وأذكّر وأبرهن أن الحضور الجماهيري مرتبط بالاستقرار في المسابقات والمستوى الفني للأندية.

• في الثمانينات والتسعينات، كانت المنافسة حقيقية، والجماهير تملأ المدرجات.

اجتهد زملائي الإعلاميين في الإحصاءات لتحليل الحضور الجماهيري في كل جولة وكل مواجهة، حيث انحصرت الزيادة في أنصار الإمبراطور والزعيم وأصحاب السعادة.

وتعود زيادة جماهير هذه الأندية الثلاثة، للاستقرار الإداري والفني الذي تتمتع به، بجانب بدايتها القوية، وملامح المنافسة على البطولات التي ظهرت عليها هذا الموسم، من خلال العمل الذي تقوم به إداراتها، لكسب ثقة الجماهير من الناحية العملية، وهي الاستقرار، وثقة الجماهير بأن أنديتها قادرة على المنافسة، وتستطيع أن تحقق الألقاب.

ولو أردنا أن نقارن الحضور الجماهيري بطريقة صحيحة فعلينا أن نعود إلى الماضي، وأن نقارن مسابقاتنا بما يوجد في الدول المجاورة، وأن نبحث عن أسباب الحضور الجماهيري الكبير في دول العالم، ونسأل أنفسنا: ما سبب الحضور الجماهيري في تلك الدول؟ وأين الخلل في مسابقاتنا؟

الخلل الذي تعانيه مسابقاتنا هو إدارة المسابقات، واللجان التابعة لاتحاد الكرة المسؤولة عن تنظيم وإدارة المباريات، من حيث توقيتها ومستوى التحكيم وقرارات اللجان القضائية المختلفة، وثانياً إدارات الأندية، التي هي مسؤولة كذلك، حيث إن أغلبها يضع استراتيجيات على الورق بعيدة كل البعد عن الواقع، وحتى لا أكون قاسياً كثيراً، فهي أيضاً تتأثر بالقرارات التي تصدر من لجان الاتحاد، سواء كانت صحيحة أو خاطئة.

في الثمانينات والتسعينات، كانت المنافسة حقيقية، وكانت الجماهير رغم صعوبة التنقل من إمارة إلى أخرى لحضور مباريات أنديتها، تملأ المدرجات، ويتكاتف اللاعبون مع إدارات الأندية للمنافسة، ويواجهون التحديات معاً.

ولم تتوافر في ذلك العصر الجميل الخدمات الجماهيرية التي يتحدثون عنها حالياً، فلم تكن وقتها تذاكر مجانية، ولا جوائز، ولكن أصالة الجماهير التي أسهمت في استقرار أنديتها، كانت أحد أسباب نجاحها.

جماهير العين والوصل والوحدة تعبر عن أصالتها في مساندة أنديتها، وعلى إدارات الأندية الأخرى أن تعمل على الاستقرار حتى تجني الثمار، وعلينا أن نعلم أن ثقة الجماهير بأن إداراتها ولاعبيها قادرون على التحدي، أمر يعيد الحياة إلى المدرجات.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر