آه يا درب الزلق

شاء من شاء وأبى من أبى، لا يمكن إلا اعتبار الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا عملاقاً من عمالقة الفن الخليجي، عرفت بوعليوي أو حسينوه كما كان يسميه معظم المشاهدين في منتصف السبعينات، كنت أتذكر ابنة الجيران التي كلما شاهدت والدي الذي فيه بعض الملامح والشبه من عبدالحسين عبدالرضا تسأله ببراءة في أي ساعة سيظهر على شاشة التلفزيون، أتذكر كيف كان العديد منا يتابع بشغف وترقب مسلسل درب الزلق، الذي مثّل علامة فارقة في الدراما الخليجية.

ضجة كبيرة صاحبت وفاة الفنان الكبير، ِلمَ لا، وهو الذي أضحكنا كثيراً؟! عشنا معه تلك الأدوار التي برع فيها وزرع الابتسامة على وجوه المشاهدين، وانتزع الآهات والضحكات منا لعقود من الزمان، كان فيها الفنان الكوميدي الأبرز خليجياً، لكن ليت تلك الضجة ارتبطت بمشاعر الحزن والفقد فقط، ولكنها ضجة مختلفة نعيشها بصورة يومية، ضجة كريهة مقيتة تتعلق بمذهبه وطائفته وانتمائه.

لا أعرف كيف يفكر العنصريون والتكفيريون وفاقدو العقول، الذين يفنون أعمارهم في إدخال البشر إلى الجنة، وإرسال غيرهم إلى جهنم، لا يفكرون بأنفسهم، ولا في أعمالهم، وما الذي يمكن أن يقدموه للبشرية، بل يقضون سنوات وسنوات في محاولة تغيير الناس، بينما هم عاجزون عن تغيير أنفسهم.

لا شأن لي بمذهبه ولا طائفته ولا أصوله، طالما أنه عاش كل هذه السنوات دون أن يصدر منه تعليق طائفي أو انحياز مذهبي، أو تحريض على الكراهية، لم يكفر أحداً ولم يفجر المساجد، ولم يعتدِ على الأبرياء، ولم يتعاطف مع الإرهابيين، بل يشهد له القاصي والداني من أبناء الكويت والخليج بأنه رجل وطني عروبي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

ليس غريباً أن نختلف عن بعضنا بعضاً في الأذواق وطريقة التفكير والتعبير وحرية العبادة، ولكن الغريب أن نجعل من هذا الاختلاف إعلان حرب، وتعبيراً مقزّزاً عن الكراهية!

توقفوا عن كل ذلك، لقد أصبح حالنا مزرياً، ابتعدنا عن معظم دروب الخير، ونُصِرُّ إصراراً عجيباً على المشي في درب الزلق.

• لا أعرف كيف يفكر العنصريون والتكفيريون وفاقدو العقول، الذين يفنون أعمارهم في إدخال البشر إلى الجنة، وإرسال غيرهم إلى جهنم.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة