وجهة نظر

فكر اللاعبين

مسعد الحارثي

انتقدنا كثيراً عمل مجالس الإدارات، وتكلمنا عن الآثار الإيجابية والسلبية لعمل أي إدارة رياضية، سواء كانت في اتحاد الكرة أو إدارات الأندية، ولأنني من الذين يؤمنون بأن الإدارة هي العمود الفقري للمؤسسات الرياضية، ومن دون شك أن معظم إداراتنا الرياضية ضعيفة، لكن ذلك لا يعفي اللاعبين والأطقم الفنية للأندية من أنهم ضعفاء أيضاً، وسأتناول اليوم ضعف اللاعبين في مستواهم الفكري، والأغلب «تحت الصفر»، بحيث يكون محصوراً في أمور متعلقة بالراتب والعقد الجيد، وتجد الأغلبية منهم لا يعرف مهامه الوظيفية في النادي الذي ينتمي إليه، ولا يعمل بأخلاقيات المهنة، وأجزم بأنه لا يحترم المؤسسة الرياضية التي جعلت منه نجماً. نعم البعض منهم لا يعلم أن ما يقدمه عبارة عن وظيفة في النادي، ولها أخلاقيات ومهام وواجبات، كما أن عليه السعي لتحقيق أهداف النادي الذي ينتمي إليه، وبالطبع الضعف الإداري يجعل من اللاعب بهذه العقلية مطبقاً لمبدأ «مال عمك.. ما يهمك».

أحزن كثيراً عندما يكون المستوى الفكري للاعبينا متدنياً، ومحصوراً في الأموال والسيارات والمعجبين، والأخذ دون عطاء، وإذا كان هناك ضعف إداري، فذلك لا يعطي لاعبينا الحق في الاستهتار بالنادي وجماهيره، ولو تعامل اللاعب على أن النادي هو بيته لما وصلنا إلى أن اللاعبين بعد الخسارة يعيشون حياة طبيعية جداً، دون الاكتراث للخسارة، ولو كانت لدى اللاعبين ضمائر وعقول تفكر لأصبحوا مراقبين ذاتيين لأنفسهم، وقدموا المستويات التي ترتقي بهم وتزيد من أسهمهم أسعارهم بطريقة منطقية، لكن الوضع اليوم عبارة عن إدارات تكابر وتزايد للحصول على اللاعبين بأسعار تفوق بعض الدوريات الكبرى على مستوى العالم.

عزيزي اللاعب، كنت أتحدث عن وظيفة في النادي، وأبسط أخلاقيات ومهام اللاعبين، لكن على من يمثلنا في المنتخب أن يعلم أننا نطالب بالقتال لاعتلاء المنصات، ولدينا الدعم والمقومات التي تجعلنا في مقدمة المنتخبات الآسيوية، وعليكم أن تعلموا أن دولة الإمارات، قيادةً وشعباً، قدمت لكم الكثير، وتنتظر منكم رد الجميل بتقديم الغالي والنفيس، وليس بالتمثيل الذي تعتقدون أنه مشرف، والتمثيل المشرف بحاجة إلى مراجعة حساباتنا، والالتزام والقتال في كل البطولات، ومنها الأمل الضعيف في الوصول إلى نهائيات كأس العالم (روسيا 2108).

نظرية «كايزن» اليابانية، التي تعني التغيير إلى الأفضل مع المحافظة على الاستمرارية، والتي طبقتها اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد انهيار اليابان اقتصادياً، بسبب الحرب والدمار الذي لحق بها في تلك الفترة، وهذه الاستراتيجية أعادتها إلى مصاف الدول العظمى، ونحن إن أردنا التطور، علينا الاستفادة من اليابان لإصلاح ما أفسده الدهر.

• أحزن كثيراً عندما يكون المستوى الفكري للاعبينا متدنياً ومحصوراً في الأموال والسيارات والمعجبين والأخذ دون عطاء.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر