المغفلون!!
كلما سمعت كلمة «المغفلين» أتذكر تلك المقولة التي سمعناها مراراً وتكراراً وليس بالضرورة أتفق معها «القانون لا يحمي المغفلين»، كلمة «المغفلين» ليس بالضرورة أن ترتبط ارتباطاً بموضوع القانون والنصب والاحتيال، بقدر ما هي قد تكون صفة أصيلة في البعض الذين يثبتون في كل موقف أنهم مغفلون بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
| المغفلون أشكال وأنواع عديدة، قد يكونون متعلمين وجهلة، أذكياء وأغبياء، فقراء وأغنياء. |
المغفلون أشكال وأنواع عديدة، قد يكونون متعلمين وجهلة، أذكياء وأغبياء، فقراء وأغنياء، لكن سبحان الله يشتركون في نقطة معينة تظهر فيها معاني الغفلة والجهل والغباء في آن واحد.
أعرف صديقاً يتبوأ منصباً ليس بالبسيط، أثبت أنه مغفل، لم تنفعه حينها لا شهادة علمية ولا حتى منصب عندما تم ابتزازه في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استطاع أحدهم إيهامه بأنه فتاة معجبة ومتيمة به، ليقع بعدها ضحية ابتزاز مالي، ولولا نصائح الأصدقاء لاستمر في إرسال الأموال إلى يومنا هذا.
وهناك مغفلون يصدقون كل شيء، يبحثون عن المال بأي طريقة، فيقعون ضحية للاتصالات الوهمية التي تدعي فوز صاحب الرقم بمبالغ مالية تصل إلى نصف مليون درهم مقابل مصاريف إدارية قد تصل إلى عشرين ألف درهم، دون أن يفكروا ولو للحظة في أن الموضوع نصب واحتيال علني.
ويوجد نوع آخر مختلف لا يبحث عن المال بقدر ما يبحث عن السعادة، وقد ظهرت هذه النوعية بكثرة في الآونة الأخيرة، تتابع مشاهير التواصل الاجتماعي، تنبهر بأضواء الشهرة، تعتقد أن المشاهير من إعلاميين وممثلين وغيرهم يعيشون في سعادة تامة، يتابعون صور المأكولات والسيارات ورحلات السفر، يظنون أنها حياة رائعة خالية من الهموم، مثل ليالي ألف ليلة وليلة، ينبهرون بها، يحاولون تقليدها دون أدنى تفكير، يقترضون المبالغ المالية، يقلدون المشاهير في كل التفاصيل، ليتضح بعدها أنهم مغفلون؛ لأنهم صدقوا كل مشاهد الكذب والاستعراض.
في هذا العالم الصغير يجب أن يكون الواحد منا حذراً جداً، ليس بالضرورة أن يتم استغفالنا للنصب والاحتيال، هناك من يستغفل البشر باسم الدين، وآخرون يستغفلون غيرهم باسم الوطن، وهناك من يستغفلون الناس بمصطلحات ومسميات مختلفة، الهدف الأول منها المصلحة الشخصية فقط لا غير.
Emarat55@hotmail.com
Twitter: @almzoohi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .