5 دقائق

غيِّروا الروتين

عبدالله القمزي

ندخل فصل الصيف مجدداً، وتتوالى الشكاوى من الجميع: فريق يشكو الحر! وآخر يقول ما العمل الآن؟ وآخر مستسلم وراضٍ بالواقع.

نقول إن كنتم قادرين على السفر فانطلقوا، أما الذين لا يستطيعون لأسبابهم الخاصة، فبإمكاننا إعطاؤهم نصائح قد تغير نظرتهم لفصل الصيف. أولا: بلادنا لا تخلو من الأماكن الترفيهية المكيفة، بل هي أكثر من تلك المنتشرة في أوروبا.

ثانيا: هناك طريقة ستشعرهم بأنهم مسافرون رغم أنهم في الدولة.. السؤال هو: ما الذي يتغير في السفر بالنسبة لأي شخص؟ إنه الروتين أو العادات اليومية. إليكم مثالاً من تجربتي:

حددوا بداية يوم تغيير الروتين ونهايته كأنكم مسافرون بالفعل، ثم ابدأوا بتغيير المكان الذي اعتدتم زيارته، كأن تذهبوا إلى مركز تجاري مختلف، أو اختاروا مقهى جديداً، حتى لو كنتم غير مرتاحين للتغيير، قاوموا الرغبة الملحة في إبقاء الروتين واكسروه.

اسلكوا طريقاً مختلفاً في الذهاب إلى العمل، أو تلك الأماكن الترفيهية (في حال توافر البديل المناسب، وليس معنى ذلك بالضرورة طريقاً أطول)، وغيروا أوقات خروجكم وعودتكم إلى البيت وذلك بقلبها، فمن اعتاد الخروج عصراً فليخرج بعد المغرب، والعكس.

حاولوا إدخال أنشطة جديدة ومفيدة إلى حياتكم كالقراءة والسباحة، والدخول في أنشطة رياضية أو اجتماعية أو ثقافية، فتلك فرصة للاحتكاك بالغير، وتكوين علاقات صداقة جديدة.

في حال ذهابكم إلى مطاعم أو دور سينما، جربوا كل الأشياء الجديدة والغريبة عليكم (إلا إذا كان ذلك يخالف عادات غذائية صحية). في المنزل غيروا أوقات النوم والاستيقاظ، وغيروا حتى نوع الطعام المنزلي، بالالتزام بالأكل الصحي فقط.

أيضاً من ضمن تجربتي إعادة ترتيب أثاث غرفتي، لدرجة أنني أصاب بنوع من الصدمة عند الخروج والدخول إليها مجدداً، ووجدت بعض الصعوبات في العثور على أغراضي، لكن المهم هنا تسجيل ورقة ملاحظات بشأن الأماكن الجديدة للأشياء الضروري استخدامها كل يوم، حتى لا يتسبب البحث عنها في ضياع الوقت.

هذا، فضلاً عن تغيير نوعية العطور وقراءة الصحف ورقياً، أو من التطبيقات الذكية (كل حسب عادته وكيف يكسرها)، أيضاً تغيير وقت ممارسة الرياضة، خصوصاً للملتزمين مع الأندية الرياضية المغلقة (الجيم)، سيكون إضافة جيدة، لإكمال حلقة كسر الروتين.

في نهاية كل أسبوع، اتركوا مدن إقامتكم، وجربوا السياحة الداخلية (لو كان ذلك صعباً على البعض، فلا بأس من مضي ليلة واحدة فقط خارج مدن إقامتهم).

أعترف بأن الوضع سيكون صعباً جداً قبل اكتمال الأسبوع الأول، لكن مع تحول الأمر إلى روتين بديل، سيشعر الشخص بلذة التغيير، بالضبط كما يشعر المسافر في رحلته. وعند نهاية هذه الدورة من الروتين البديل ستجدون أنفسكم تحنون إليها، وهذا من طبائع النفس البشرية.

آخر الكلام: يقول علماء الاجتماع إن الإنسان يكتسب عادة، لو ظل يمارسها 26 يوماً، فاحرصوا على تحويل كل الأنشطة المفيدة من الروتين البديل إلى عادات يومية.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر