السموحة

الأهلي سيسيطر لسنوات مقبلة

أحمد أبو الشايب

لقب بحجم دوري الخليج العربي كان من المتوقع أن يحصده فريق بحجم الأهلي، لأننا بصراحة لم نسمع قبل انطلاق الدوري أصواتاً تخرج عن إطار «الأهلي أو العين» في ترشيحاتها للبطل، إلا في حالات نادرة لا تعد على أصابع اليد الواحدة، وغالباً ما تأتي في إطار تشجيع بقية الفرق على مواصلة المنافسة حتى النهاية.

إذا فشلت في هدف صعب، أفضل من تحقيق هدف سهل.

كلنا اتفقنا على قاعدة أن الفرق الأغنى هي الأقدر على المنافسة، وهذه حقيقة نعممها على جميع أندية العالم، وهنا لا أتحدث عن أمثلة، مثل ليستر سيتي لأنه ظاهرة، وطفرة موجودة في أغلب دول العالم، ويقودها مجموعة من اللاعبين المتحمّسين أو المدربين أو الإداريين، لكن من النادر تكرارها، وأتحدى إذا نافس «الثعالب» الموسم المقبل على المركز الثاني في الدوري الإنجليزي.

«مربط الفرس» ليس في مسألة حصد الألقاب فقط، لأن أي فريق لديه مؤهلات يمكن أن يفعلها، بل الموضوع متعلق بالسيطرة عليها لفترات طويلة، وهذا يحتاج إلى عمل طويل وطموح كبير يفوق المنافسين، ويمنحك أفضلية عليهم.

وهنا، أتوقع أن تنطبق هذه القاعدة على الأهلي الذي ربما يسيطر على بطولة الدوري أو البطولات المحلية لسنتين مقبلتين أو أكثر، وهذه ليست مغامرة تحليلية أو قراءة خيالية في المستقبل، وإنما تحليل منطقي يستند إلى طريقة تفكير هذا النادي البطل، بقيادته الشابة الطموحة، برئاسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ثم انسجام إدارة النادي، برئاسة عبدالله النابودة، مع هذه الأفكار التي دعت إلى فتح طموح الإنجازات للفرسان إلى ألقاب البطولات الصعبة.

تركيز الأهلي على بطولة آسيا، الموسم الماضي، ورغبته في أن يصبح «الرقم واحد»، على مستوى القارة، انعكس على شخصية النادي الذي عمل بكامل طاقته لإعداد فريق قوي هدفه «لقب آسيا»، وبعد عودة «الفرسان الحمر» من الصين إلى المشاركة المحلية، وجدوا أنفسهم الفريق الأفضل والأكثر استعداداً ليحصدوا اللقب بسهولة، من دون منافس حقيقي، وبفارق تسع نقاط عن العين الثاني.

وسمعنا أثناء بطولة الدوري تصريحات من إدارة الأهلي تؤكد التفكير في بطولة آسيا، لإعادة الكرّة من جديد الموسم المقبل، على أمل نيل اللقب القاري الحلم، عكس ما لمسناه من بقية إدارات الأندية التي تركز فقط على البطولات المحلية، ثم نجدها تستأسد في دخول المربع الذهبي أملاً في نيل بطاقة التأهل إلى آسيا، لكننا نفاجأ بأنها تلعب بلا اهتمام وتخرج من الدور الأول، وتقول إن التركيز على الدوري هو الأهم.

لن تستطيع المنافسة آسيوياً طالما أن طموحك محلي، لكن العكس صحيح، لأنك إذا فشلت في هدف صعب، أفضل من تحقيق هدف سهل.

وإذا بقي الأهلي يغرد منفرداً في تفكيره القاري، فإنه سيصبح المرشح الوحيد للألقاب المحلية في السنوات المقبلة.

عموماً، نبارك للأهلي اللقب، ونتمنى له حظاً آسيوياً موفقاً العام المقبل، مثلما نتمنى للعين والنصر المنافسة على لقب آسيا هذا الموسم.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 
 

تويتر