السموحة

انتقاد اتحاد بن غليطة

أحمد أبو الشايب

استوقفتني مجموعة من الانتقادات التي تعرض لها المجلس الجديد لاتحاد كرة القدم، في اللحظات الأولى لإعلان تشكيله وفوزه في انتخابات الجمعية العمومية «النزيهة والراقية»، التي جرت السبت الماضي، وأسفرت عن فوز مروان بن غليطة برئاسة المجلس واختيار بقية الأعضاء الـ12 الآخرين.

الانتقادات سمعتها من أصدقاء وأشخاص مقربين في محيطنا الرياضي، وأخرى من آراء ومقالات وأفكار في وسائل إعلامية، ومواقع تواصل اجتماعي، وتشعّبت في اتجاهات عدة، أبرزها الرهان على عدم نجاح هذا المجلس لعدم خبرته في إدارة شؤون الكرة، على حد تعبيرهم، معتقدين أن التشكيلة الحالية تكونت من أشخاص قادمين من أندية الهواة، فكيف لهم القدرة على إدارة شؤون لعبة محترفة وتطويرها، ومنهم من قال إنه ليس في المجلس الحالي شخص لعب كرة قدم.

استوقفني توقيت هذا النقد وسطحيته غير المستندة إلى معلومات دقيقة، وضربه من «تحت الحزام».

ثم توجه الانتقاد إلى الاجتماع الأول لمجلس الإدارة، وتمت «فصفصت» كل القرارات، وانتقاد تسمية رئيس لجنة الحكام الذي قيل إنه لا علاقة له بالتحكيم، ورئيس لجنة المسابقات الذي قيل إنه لا علاقة له بكرة القدم، واللجنة المالية، ولجنة المنتخبات ولجنة الاستثمار كلها نالت نصيبها من حصص النقد على «أصوله».

أنا طبعاً لست ضد النقد، وسيأتي اليوم الذي أنتقد فيه الاتحاد إذا استدعى النقد، لكن ما استوقفني هو توقيت هذا النقد وسطحيته غير المستندة إلى معلومات دقيقة، وضربه من «تحت الحزام»، والتعرض لشخصيات أعضاء الاتحاد، من دون انتظار عملهم قبل انتقادهم.

قالوا إن هذا المجلس لا يوجد فيه لاعب كرة أو إداريون مخضرمون ومحترفون، لكن اكتشفنا العكس، فمن أين أتى سعيد الطنيجي وخليفة الجرمن وراشد الزعابي وعبدالله الجنيبي؟ ولو يتسع المقال لفسرت لكم تفاصيل من لعب الكرة، ومن خدم رئيساً سابقاً لمجلس إدارة نادٍ محترف، ومن عمل في لجنة دوري المحترفين.

وقالوا إن خليفة الغفلي لا علاقة له بالتحكيم، وأنا أقول «لا يا سيدي» هو حكم درجة أولى سابق عمل في الفترة من 95 حتى 2001، لم يصل إلى مراحل متقدمة في قانون اللعبة، لكن لديه «سي في» كافية لإدارة لجنته ومعرفة واقعها، وقالوا ما علاقة الطنيجي بلجنة المسابقات، من دون أن يعلموا أن الطنيجي كان نائباً لرئيس لجنة المسابقات التي ترأسها محمد عبدالعزيز في الاتحاد الماضي، وبالتالي فإن تطوره الطبيعي أن يكون رئيساً، فلو كان الطنيجي لا يستحق الموقع لماذا لم يدلوا «الأحبة» بدلوهم سابقاً، مع العلم أن الطنيجي لاعب سابق في نادي الذيد.

اتركوا الانتقادات «الشخصية»، وانظروا إلى المستقبل، وادعموا هذا الاتحاد الواعد، الذي أرى فيه الطموح والحماسة والقدرة على التغيير، وظهر ذلك من أول جلسة التي شهدت قرارات قوية تم فيها مراعاة المصلحة العامة، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب حتى إننا شاهدنا منصباً جديداً كان مغيّباً، وهو تعين متحدّث رسمي باسم الاتحاد تولاه محمد بن هزام الظاهري.

هذا الاتحاد انتخبه أعضاء الجمعية العمومية ومنحوه الثقة، لتطوير وإصلاح منظومة كرة القدم، ونتمنى له التوفيق والسداد، في تحقيق طموحات الشارع الرياضي، وإيصالنا إلى حلمنا «نهائيات كأس العالم 2018».

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر