السموحة

برشلونة.. «عض الأصابع»

أحمد أبو الشايب

بعد حادثة ملعب «كامب نو» الأخيرة، استقبلت وجوهنا «صفعة» قوية، جعلتنا نستيقظ من وهم اسمه المنطق الذي يسيطر على تفكيرنا، ونحن نتحدث عن لعبة «بلا منطق»، نعم «بلا منطق» أن نراهن على بطولة كرة قدم قبل أكثر من 10 جولات على انتهائها، مستندين إلى فارق الـ13 نقطة، دون أن نعير أدنى اهتمام لوجود منافسين بحجم وثقل ريال مدريد، فضلاً عن أتليتكو مدريد، ومن زمرته فالنسيا وفياريال.

• فضّل إنريكي سياسة الشد مطلقاً، بدلاً من إرخاء الحبل قليلاً، ثم الشد مجدداً.

خسارة برشلونة من فريق «الخفافيش»، وقبلها الخروج أمام «الاتلتي» في دوري الأبطال تركت دروساً وعبراً للجميع، بأن كرة القدم لعبة بسيطة، لا تعترف بالأسماء والألقاب والتاريخ، ولا تنظر إلى المقارنات الورقية، في ظل وجود فرق ولاعبين لديهم الدافعية والإصرار وروح الفريق، ولديهم إيمان بالعطاء كوسيلة تقود إلى الإنجازات.

للأمانة، ومن وجهة نظري الشخصية، لم أجد في برشلونة عيباً في تلك المباراة التي «قصمت ظهر البعير»، وشاهدنا فيها من الفريق كل الفنون التي يتمناها أي مشجع، من جمل كروية رائعة، التمرير من لمسة، التسديد من خارج المنطقة، ومراوغات ثلاثي «إن إس إم»، لكن كل ذلك تلاشى أمام تألق حارس فالنسيا البرازيلي دييغو ألفيس الذي كان نجم المباراة بلا منازع، وبيده كتب قرار إعادة طرح لقب الدوري الإسباني للتداول مجدداً، كما فعلها قبله حارس ريال سوسييداد، الأرجنتيني جيرنيمو رولي ابن الـ23 ربيعاً، الذي عذّب هجوم البرشا، وخطف منهم ثلاث نقاط كانت قاسية جداً، بعد خسارة الكلاسيكو المهمة.

تحليلات كثيرة عن أسباب انهيار برشلونة في أيام معدودة، وتحوله من فريق خارق بلا عيوب إلى فريق «كله عيوب»، لكن لا يتحمل ذلك سوى المدرب إنريكي، الذي أثبت عدم قدرته على حمل أكثر من «بطيخة» بيد واحدة، وبالتالي فشله في إدارة الفريق على جبهات عدة، لأن فريقه كان ولايزال جيداً ولا ينقصه شيء، باستثناء منح الراحة لنجومه المنهكين من أعباء ضغط الموسم، إثر القتال على جبهات عدة، خصوصاً الثلاثي ميسي ونيمار وسواريز، ولو احتفظ بهم على الدكة في مباراة الكلاسيكو لحفظ ماء وجهه على كرامته، أثناء الخسارة من الريال، خصوصاً أن الفارق بينهما كان 10 نقاط.

فضّل إنريكي سياسة الشد مطلقاً، بدلاً من إرخاء الحبل قليلاً، ثم الشد مجدداً، لتأتي العواقب وخيمة عليه وعلى فريقه الذي بات على حافة الهاوية، وربما يخرج من الموسم بلا شيء، رغم أنه يقود أفضل نجوم في العالم.

عموماً، لن نسبق الأحداث، وبعيداً عن نتائج مباريات أمس، بدأت لعبة «عض الأصابع» في الدوري الإسباني «الممتع» بين الفرق الثلاثة المتنافسة على القمة، ولا توجد الآن أي أفضلية لفريق على آخر، فقد يفعلها رجال زيدان (الجنتل مان)، وقد تكون من نصيب سيميوني (العنيد)، أو ربما تختار البطولة العودة إلى البرشا من جديد.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر