وجهة نظر

التمثيل المشرف

مسعد الحارثي

كنت قد ختمت مقال الأسبوع الماضي بمقولة أفلاطون: «الانتصار على النفس هو أعظم انتصار»، وكنت حينها أحاول تأكيد أن العامل النفسي له دور مهم في الخروج من تواضع أداء لاعبينا، ومن دون شك نقول دائماً إنهم مميزون، لكن أين تميزهم، ونحن ننتظر نتائج الآخرين حتى نتأهل؟!

نحن بحاجة إلى رجال مقاتلين في الميدان

الشارع الرياضي لايزال في حالة غليان بسبب الأداء السيئ، في ظل الدعم غير المحدود، فهل يجوز أن تكون سعادتنا مرتبطة بمزاجية لاعبين يمتلكون الإمكانيات الفنية والدعم، ولا يمتلكون الروح القتالية! أعتقد أن من لا يملك الروح القتالية والإحساس بالمسؤولية لا يستحق أن يمثل الدولة، فنحن بحاجة إلى رجال مقاتلين في الميدان، لأننا لم نستفد من فنياتهم، ولن نتطور إذا أكملنا في «الطبطبة» والمجاملات، و«حرام لا يزعلون»، و«مساكين عليهم ضغط».

أقول للاعبين، ولكل مسؤول عن المنتخب: من يمثل المنتخب فرض عليه أن يحترم اسم وعلم الإمارات، وأن يقاتل ويقدم الأداء الرجولي دون أي دلال أو دلع، وهم ليسوا صغاراً لنرشدهم ونعلمهم، لكنني أعاتبهم من شدة ألمي وحسرتي على منتخب الذهب كما يقال، كأنهم يريدون أن يثبتوا لنا أن الذهب يصدأ، ما أشعر به هو جزء من ألم الشارع الرياضي.

ربما أثارني المجلس الرياضي على «الواتس آب»، الذي يضم نخبة من الشخصيات الرياضية والإعلامية، عندما كنا نتباحث عن التأهل المحزن، والأعذار التي قدمت للشارع الرياضي، وكان للأخ الأكبر خلفان غيث المحيربي كلمتان فقط، هما: «احترام الدولة»، اقشعر بدني، لأن ما يقصده المحيربي هو اللا مبالاة التي نلمسها من معظم اللاعبين، ولن أسمي أحداً، لأن الجميع شاهد من كان يحاول ويبحث، ومن كان لا يقوى على الركض.

كانت كلمة بوغيث جارحة، لأنها وضعت على الجرح، وكارثة أن يعتقد اللاعبون أن الإمارات من دونهم لن تتأهل لكأس العالم، لقد تأهلنا عام 1990 من دون الدلع والدلال، أتعلمون لماذا؟ لأن ذلك الجيل أفضل من جيل الذهب الذي نتغنى به، لأن ذلك الجيل به روح وأنتم مزاجيون، هم جيل تكاتفوا وساندوا بعضهم بعضاً لتمثيل الدولة بقتالية وبأداء رجولي، بينما أنتم تشاركون كنجوم مشهورين، ولا يساعد أحد منكم الآخر، جيل الذهب متقلب، ولو حصلنا على بطولات، لكن هل تعتقدون أننا سنعيش على مزاجيتكم؟!

عزيزي اللاعب وعزيزي المسؤول عن المنتخبات، تذكرا أنها الإمارات، وانتصرا على نفسيكما أولاً، وأبعدا المزاجية عنا، وتكاتفا وقاتلا في الميدان، فذلك التمثيل المشرف، واحترام اسم الإمارات أكبر من الجميع، وهي تستحق منا الكثير، وإن أردنا التصحيح فعلينا تقبل الصراحة الجارحة للواقع المر، وقد تربينا على «نفديك بالروح يا وطن».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

تويتر