السموحة

ما أخطاء مهدي علي؟

أحمد أبو الشايب

نعم تأهلنا للدور الحاسم في تصفيات كأس العالم 2018، لكن الحدث لم يكن «ملء العين»، بعد معاناتنا الخروج من عنق الزجاجة، واستفادتنا من خدمات وهدايا الفرق الأخرى، خصوصاً أن الحظ وقف إلى جانب مهدي علي وأنقذه من متاهة الحسابات الصعبة والمعقدة التي فرضها الاتحادان الآسيوي والدولي علينا تحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص.

• الجمهور لم يقصّر مع المنتخب، صبر على اللاعبين والمدرب والاتحاد بما فيه الكفاية.

الجمهور لم يكن راضياً عن نتيجة التعادل 1-1، التي آلت اليها مباراة الأبيض مع الأخضر كونها جاءت مخالفة للتوقعات بعد أن استبشرنا خيراً بتطور الكرة الإماراتية في الآونة الأخيرة، وعلوها على نظيرتها السعودية، وظهر ذلك واضحاً جلياً من نتائج أندية النصر والعين والجزيرة أمام اتحاد جدة وأهلي جدة والهلال في دوري ابطال آسيا، ولعل هذا السبب الرئيس لـ«نقمة» الجمهور على مهدي علي ومطالبته بالرحيل لعدم قدرته على العطاء أكثر من ذلك، في وقت يطمح فيه الجميع إلى عدم اهدار فرصة «الجيل الذهبي» من دون مشاهدته في نهائيات كأس العالم 2018.

تغاضى الجمهور عن «مطبات» كثيرة مر بها المنتخب، وغفر للفريق الخسارة أمام السعودية 1-2 على اعتبار أنها كانت خارج الأرض، والتعادل مع فلسطين 0-0 في رام الله، لأنها أقيمت في ظروف قاسية، وانتظر الجمهور موعد مباراة الإياب مع السعودية التي لم تأتِ مقنعة لهم بالأداء بعدما توقعوا أن يقبض الأبيض بيد من حديد على بطاقة التأهل دون النظر إلى نتائج الآخرين، لكن المفاجأة كانت «التعادل» مع الاستفادة من خدمات الفرق الأخرى دون أن نرى ما يمنحنا ثقة بالنفس لمواصلة التصفيات الحاسمة.

الجمهور لم يقصّر مع المنتخب، صبر على اللاعبين والمدرب والاتحاد بما فيه الكفاية، وكان حاضراً في كل المناسبات وفي الوقت المناسب، وتواجد بأعداد مهولة غير مسبوقة في المباراة الأخيرة، لذلك من حقه التساؤل حول مستقبل الأبيض، وأين كانت الأخطاء، وما نقاط الضعف والقوة في الفريق، وما الأسماء المقترحة لمواصلة الطريق؟

لكن في المقابل، دعونا نتكلم بمنطق بعيد عن العاطفة، ما الأخطاء الفعلية التي ارتكبها مهدي حتى يتألب عليه الرأي الجماهيري بهذه الطريقة؟ وكيف نعتبره أخطأ في مباراة السعودية وقد خاضها في غياب ثلاثة لاعبين بارزين هم إسماعيل الحمادي وماجد حسن وحبيب الفردان مع إشراكه لاعبين من النجوم عائدين من الإصابة هما علي مبخوت وإسماعيل مطر؟ ألم يحقق مهدي حتى الآن المطلوب بالتأهل للدور الحاسم، ويسير في الطريق الصحيح نحو حلم المونديال، أم أن ذلك لا نأخذه بعين الاعتبار ونريد منتخباً خارقاً لا يخسر ويأكل «الأخضر واليابس» وكل من يقف في طريقه؟

المنتخب اجتاز الامتحان، لكنه حصل على أدنى علامة للنجاح، ويحتاج إلى مضاعفة الجهد حتى يحصل على شهادة عالمية تضعه في مونديال 2018، أمّا مسألة الرضا عن نسبة النجاح فنترك تقديرها للجمهور!

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر