وجهة نظر

الأبيض وروح النصر

مسعد الحارثي

نبارك للإمارات التأهل في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2018، فقد كانت هذه المرحلة كابوساً، بعد أن كنّا وضعنا أنفسنا في وضع مقلق ومخيف من عدم التأهل في هذه المرحلة، خصوصاً أننا نملك جيلاً مميزاً، قبل أن نحسم الأمور في الأخير ونواصل الطريق.

• نحن على يقين بأن لاعبينا لديهم أفضل مما قدموه.

لكن علينا تقييم المرحلة الماضية، وأن نستفيد من النقد، ولأنني أؤمن بأن انتقادنا ونحن متأهلون أفضل من الاتهامات في الظروف الصعبة، حيث كان أداء اللاعبين متواضعاً جداً في اللقاء الذي جمعنا مع الشقيق السعودي في أبوظبي.

لم نجد منهم إلا كثرة الأخطاء، ولاحظنا أن اللاعبين لا يتحركون دون كرة، في الشوط الثاني تحديداً، وكأن هناك ضعفاً في اللياقة البدنية، وقد يتحمل الكابتن مهدي جزءاً من المسؤولية، ولكن الجزء الأكبر يتحمله اللاعبون أنفسهم، لأن هناك أخطاء لا يتحملها المدرب، خاصة أن هذا الجيل حظي بالاهتمام الكبير، وتوافرت له كل الظروف المناسبة والدعم اللامحدود.

هذا الجيل أعاد لنا طموحاتنا بأن نكون في المقدمة دائماً، ولكن هناك بروداً وهبوطاً في المعنويات، على الرغم من الحضور الجماهيري المميز في اللقاء، فقد كانت خطوطنا متباعدة، وقليل من يتحرك من اللاعبين بحثاً عن الكرة، فغالبيتهم ينتظرون الكرة على السجاد الأحمر، ولا أعلم لماذا لم يستغل لاعبونا عامل الأرض والجمهور، ولم يجيدوا عملية التواصل مع الجماهير في المدرجات؟ فكيف يريدون أن تستمر الجماهير في التشجيع والهتاف خلال التسعين دقيقة ولاعبونا يفتقرون إلى أبسط الطرق لتحفيز الجماهير على الاستمرار بالتشجيع والتفاعل مع أحداث المباراة.

نحن على يقين بأن لاعبينا لديهم أفضل مما قدموه، وأن هذا الجيل مميز، ولاعبونا يمتلكون كفاءات فنية عالية، ولكن هناك صمتاً غريباً لدى لاعبينا، كأن لديهم لغزاً يحيرهم، ولديهم ما يقولونه، لكنهم يخجلون أو لا يريدون الكلام.

وأعتقد أننا في حاجة إلى الشخص الذي لديه القدرة على إخراج ما في جعبتهم، وتفجير طاقاتهم الإيجابية لتقديم أفضل ما لديهم في قادم الأيام من التصفيات المؤهلة لكأس العالم.

ثقافة الفوز بحاجة إلى اكتساب مهارات عديدة، منها فن التعامل مع الجمهور والإعلام، وكيفية استغلال عامل الأرض والجمهور، وشحذ همم اللاعبين والتكاتف.

كنت أبحث عن الأسباب التي جعلت المستوى الفني متواضعاً، وأعتقد أن لاعبي منتخبنا في حاجة إلى إعادة الروح القتالية وروح الانتصار التي كانوا يتميزون بها، والإصرار على تحدي الصعاب، فلن ننسى أنهم من أعاد لنا الأمل في اعتلاء منصات التتويج، ونحن جميعاً المسؤولون عن عملية إعادة روح النصر واستمراريتها، وكما قال أفلاطون «الانتصار على النفس هو أعظم انتصار».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر