وجهة نظر

البكاء على اللبن المسكوب

مسعد الحارثي

بعد فوز السويسري إنفانتينو برئاسة إمبراطورية الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وخلال سير عملية الانتخابات، ومن خلال التحليل لموقف ممثلي آسيا والعرب الأمير علي بن الحسين والشيخ سلمان بن إبراهيم، وبعيداً عن «البكاء على اللبن المسكوب» فهما من الشخصيات الإدارية الواعدة، خصوصاً عندما نقارن بين إنجازات مرشحي رئاسة «فيفا»، وكنت أتمنى أن يفوز أحدهما من منطلق العاطفة، لكن كنت أتمنى أكثر أن يثبتا لنا أنهما الأفضل من خلال الاتحادين البحريني والأردني.

والقصد من ذلك أن السويسري إنفانتينو، أصبح إمبراطور المرحلة الحالية، وبالتأكيد خروج «الشيبة» جوزيف بلاتر أعطى الجميع طموح المنافسة في الانتخابات لرئاسة «فيفا» في السنوات المقبلة، ومن يهدف الى رئاسة الإمبراطورية عليه أن يجتهد من خلال عمله بالإضافة الى التربيطات مع الاتحادات القارية، لأن نتائج الأعمال لا يمكن قراءتها من الأوراق، وعلى العالم أن يلتمس الإنجازات والأعمال في الميدان، وليس من خلال كلام معسول ووعود.

• من يهدف إلى رئاسة «فيفا» عليه أن يجتهد من خلال عمله، بالإضافة إلى التربيطات مع الاتحادات القارية.

كنت أنظر إلى المرشحين للرئاسة وكلي حزن لأنني لم أشاهد من أبناء بلدي أحد المنافسين في الرئاسة، وقد يعتقد البعض أنني مصاب بالجنون، ولكن يا عزيزي القارئ إنه الطموح المنطقي والواقعي، ولأنني مؤمن بأن لدينا في الإمارات كفاءات تستطيع أن تقود دفة كرة القدم الآسيوية والعالمية، ولكن علينا ألا نحزن فالمستقبل أمامنا، وعلينا أن نعمل على تطوير كوادرنا حتى نصل للعالمية، نعم يوجد في الدول الأخرى كفاءات ومن القارات كافة، ولكنني أرى أمام عيني قيادات رياضية سيكون لها وضعها في الرياضة الآسيوية والعالمية، وأرى في هذه الشخصيات النظرة المستقبلية الواقعية، نعم انهم يملكون علاقات عالمية ولديهم من الطموح اللامحدود، وهم قادرون على تحقيقها، لأنهم يعملون بواقعية وليس «بحب الخشوم»، وأنا أكتب عن هذه الشخصيات الإماراتية التي يفخر كل إماراتي بأعمالها وإنجازاتها، وأتوقع أن كل من يقرأ الوصف يتخيل الشخصيات الرياضية والقيادية في كرة الإمارات، وقد تكون هذه الشخصيات قد ابتعدت فترات عن كرة القدم، ولكنني متأكد أنها ستعود وبقوة، وستكون تطلعاتها عملية وواقعية.

أضحكني من ادّعوا أن هناك خيانات في التربيطات والانتخابات لرئاسة «فيفا»، وكأنهم لا يعلمون كواليس الانتخابات والمجاملات والإحراجات وكأنهم يعيشون في عالم آخر، وكنت ومازلت أقول إن الانتخابات قد لا تأتي بالأفضل وإنما بالأقوى والأكثر دهاء، وبخصوص الشيبة «جوزيف بلاتر» قد أختلف مع الكثيرين ممن علت أصواتهم بعد إيقافه مطبقين مبدأ «إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه»، حيث كانوا يتمنون رضاه في قمة قوته، وأكثروا من القيل والقال بعد سقوطه، وأعتقد أنه قدم الكثير لكرة القدم العالمية بكل سلبياته وإيجابياته.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر