السموحة

أموال أكثر.. «دوري أضعف»

أحمد أبو الشايب

بعد ثماني سنوات على تطبيق الاحتراف في كرة القدم، بدأنا فيها التعلم من مرحلة الأحرف الأبجدية، عندما تعلمنا طريقة دخولنا إلى الملعب وكيفية حجز التذكرة والجلوس في الأماكن المخصصة، ثم انتقلنا إلى مرحلة تنظيم العلاقة بين أطراف اللعبة من لاعبين وانتقالاتهم وعقودهم، ومدربين وإداريين وجمهور وإعلاميين ووكلاء.. الخ، إلى مرحلة الشركات والاستثمار والتعاقدات الضخمة حتى سجلنا العام الماضي (2015) أكبر مبلغ صرف في التعاقدات مع لاعبين أجانب، إذ ارتفع وفق أرقام صادرة من «الفيفا» إلى 80%، ليسجل 330 مليون درهم أي نحو 90 مليون دولار، من أصل 320 مليون دولار قيمة جميع صفقات قارة آسيا، أي أن الإمارات صرفت ما يعادل ثلث ما صرفت آسيا.

• كيف نفسّر تصدُّر الأرجنتيني تيغالي قائمة الهدافين، وفريقه الوحدة يحتل المركز الخامس.

هذه الأرقام ليس عيباً أن نصرفها، إذا انعكست علينا بالفائدة والأرباح بالقدر نفسه الذي دفعنا به، ومنحتنا تطوراً ملحوظاً في الدوري وفي الأندية خلال مشاركاتها المحلية والخارجية، لكن ما نشاهده هو العكس، لأن بطولة الدوري تراجعت فنياً هذا الموسم بشكل أكبر من الموسم الماضي والمواسم التي مضت، وغابت عنها المتعة في وقت كنا نتوقع فيه الارتقاء درجة على سلّم الاحتراف.

ومن لا يتفق مع العديدين الذين يؤكدون ضعف الدوري، فكيف له أن يفسر غياب ظاهرة النجمين المتنافسين في فرق الصدارة، مثلما كان يحدث في السنوات الماضية بين جيان وغرافيتي، وكيف يفسر تصدُّر الأرجنتيني تيغالي قائمة الهدافين، وفريقه الوحدة يحتل المركز الخامس، لأننا لو نظرنا إلى أكبر الدوريات في العالم مثل الدوري الإنجليزي والإسباني والفرنسي والإيطالي والألماني، فسنجد متصدر الهدافين فريقه في قمة ترتيب البطولة أو ينافس في المقدمة، وانظروا إلى نجم ليستر سيتي جيمي فاردي، وبرشلونة سواريز، وباريس سان جيرمان إبراهيموفيتش، ونابولي هيغواين، وبايرين ميونيخ ليفاندوفيسكي.

وعربياً، إليكم المنافسة في الدوري السعودي، إذ إن محترف الهلال البرازيلي إدواردو، ومعه لاعب الأهلي السوري عمر السومة، ينافسان بقوة لاعب الاتحاد ريفاس على صدارة الهدافين، ومثل ذلك الدوري القطري الذي يتصدره الريان بفارق كبير وهدافه اللاعب تاباتا.

إذاً نحن دفعنا أموالاً أكثر ولم نحصل على الأفضل، وقلنا إن الأموال هي سر الفوز في البطولات، لنجد وفق الأرقام الصادرة من موقع «ترانسفير ماركت»، المختص بانتقالات اللاعبين، أن نادياً مثل الشباب في ذيل القائمة من ناحية القيمة السوقية للاعبيه، لكنه في المستوى الثاني من المنافسة في الدوري، ثم اعتمدنا على «التشفير» لجذب الجمهور إلى المدرجات، لنجد أن نسبة الحضور متراجعة جداً، بل إن معظم الجماهير باتوا لا يعرفون موعد المباريات إلا في بعض اللقاءات التي تعد على الأصابع مثل الديربي والكلاسيكو.

المعادلة الآن مقلوبة، ندفع أموالاً أكثر، ولدينا خبرة أكبر، لكن النتيجة «دوري أضعف».

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر