الغلطة فضيحة
قرأت قبل أيام خبر إلقاء القبض على شاب يبتز الفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الابتزاز بحد ذاته عمل دنيء، وعندما يتعلق بابتزاز الفتيات فهذا بلاشك دليل على أنه فاقد لكل معاني الرجولة، حتى لو كان الخطأ صادراً من الفتاة نفسها.
| • في هذا العالم السريع لابد أن ندرك أن سلوكياتنا مرصودة وتنتشر بسرعة الضوء. |
تذكرت موقفاً حدث لي قبل فترة، إذ قامت فتاة بإضافتي في برنامج «سناب شات» من دون أن يكون بيني وبينها سابق معرفة، ثم بدأت بإرسال صور وفيديوهات لها، تجاهلت الموضوع معتقداً أنه عن طريق الخطأ.
استمرت في إرسال الفيديوهات وهي تستعد للذهاب إلى حفل زفاف، ثم نقل حي ومباشر للفستان الذي ترتديه، وفاصل الاهتزاز الذي قامت به على أنغام فرقة الموسيقى، اقتنعت بوجود لبس في الموضوع، ولابد أنها تعتقد أني قريبتها أو واحدة من صديقاتها.
قمت بتنبيهها أن النمرة غلط، فجاءني الرد الغريب: أنا لا أرسل لكل من هب ودب، فقط الأشخاص الذين أعرفهم، قلت لها: لا أعرفك وأنتِ لا تعرفينني، أنا شخص غريب لا يحق لي رؤيتك بهذا الشكل الذي تظهرين به بهذه الملابس شبه الفاضحة، قالت: لست ذاهبة للديسكو، أثق بك وأكرر لا أرسلها إلا لمن أعرفهم.
انتابني الفضول أكثر، فملامحها تدل على أنها في عمر لا يتجاوز العشرين عاماً، ربما هي مراهقة لا تعي تصرفاتها، لكن الطامة عندما علمت أنها بعمر الخامسة والعشرين عاماً، أي مدركة لما تقوم به من أفعال وتصرفات.
في هذا العالم السريع لابد أن ندرك أن سلوكياتنا مرصودة وتنتشر بسرعة الضوء، خصوصاً أن بعض الأخطاء تكون مدمرة لسمعة الشخص، حتى إن كانت عفوية في عالم يبحث فيه الناس عن الفضائح، مثل الصور والفيديوهات التي تصلنا في الـ«واتس اب» وغيرها من البرامج، ويصاب البعض في مقتل عندما يكتشف أنها لأهله ومعارفه فتكون العواقب مأساوية.
وهناك من يحاول أن يبتز الفتيات والشباب على حد سواء، فيستمرون في الخطأ، لذا علينا أن نتابع أبناءنا المراهقين، ونشرح لهم أن الخطأ قد يحدث ويمكن تصحيحه بسهولة بفضل تعاون الشرطة والجهات الأمنية، فالحياة فيها التجارب المريرة التي نتعلم منها حتى لو كانت دروساً قاسية.
المغريات كثيرة، والأبواب مفتوحة أكثر من أي وقت مضى، والتطبيقات الجديدة في الهواتف الذكية تفتح الباب لمزيد من الانفلات الأخلاقي، اربطوا الأحزمة واستعدوا جيداً قبل أن تندموا فالرياح الفاسدة تشتد يوماً بعد يوم.
Emarat55@hotmail.com
Twitter: @almzoohi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .