الجيل السادس

سيصدر، خلال أيام، الجيل السادس من نموذج «المستثمرون في الموارد البشرية» أو Investors in People ، وهو نسخة معدلة ومتطورة جداً من هذه المواصفة التي طبّقت في أكثر من 56 ألف مؤسسة في 81 دولة على مدار 26 عاماً، وقد واكب ميلاد هذا النموذج في أواخر الثمانينات أزمة اقتصادية مشابهة لما يمر به العالم الآن، ولذا رأت رئيسة وزراء بريطانيا آنذاك، مارغريت تاتشر، أن أنسب وسيلة للتغلب على تلك الأزمة المالية الاستثمار في البشر، وأن المؤسسات لديها أنظمة واضحة للعمل، وتقدير الجهود وتقييم الأداء. وكما يقول الدكتور ستيف بيترز: «إذا أردت رسم لوحة رائعة فعليك الاستعانة بفنان»، وبالتالي إذا أرادت المؤسسات أن يتم العمل بتناغم وبدقة وجودة عالية فلابد من الاستعانة بموظفين لديهم المعرفة والمهارات والاتجاهات المطلوبة لإتمام العمل. وإن لم يتوافر ذلك فعلى المؤسسة الاستثمار في تدريب وتأهيل هؤلاء الموظفين. وبالطبع يمكن إكساب المهارات والمعارف شريطة أن تتوافر الرغبة في التعلم لدى الموظفين. أما الاتجاهات فمن الصعب تغييرها لأنها مرتبطة بالشخصية.

• يقول الدكتور ستيف بيترز: «إذا أردت رسم لوحة رائعة فعليك الاستعانة بفنان».

 الجديد في الجيل السادس من نموذج «المستثمرون في الموارد البشرية» هو إدخال مفهوم «الطموح المؤسسي»، حيث لخص الرؤية والرسالة والأهداف الاستراتيجية، إضافة إلى القيم المؤسسية في مفهوم «الطموح المؤسسي»، وتم وضع هذا المفهوم في قلب النموذج، أي أن معايير النموذج بالكامل تتمحور حول هذا المفهوم، وبالتالي فجميع العاملين وكل الوسائل والممكنات بالمؤسسة يجب أن تنصبّ حول هذا الهدف، وكلمة «طموح» قريبة من النفس ومشابهة للطموح الفردي، ويسهل تذكّرها وفهمها. ويشمل النموذج تسعة معايير رئيسة يحتوي كل منها على 12 معياراً فرعياً، أي أن إجمالي المعايير هو 108 معايير فرعية، تتوزع هذه المعايير على أربعة مستويات، ويحتوي كل مستوى على 27 معياراً، ويمثل كل مستوى مرحلة من مراحل النضج والنمو المؤسسي. فالمؤسسات التي تستوفي المستوى الأول يتم اعتمادها كمستثمر في الموارد البشرية، فإذا تطور العمل المؤسسي، وتم تنظيم العمل والاستفادة بمهارات ومعارف العنصر البشري تحقق المستوى الثاني، أي المستوى الفضي، وهكذا فالذهبي ثم البلاتيني إذا استوفت المؤسسة كل معايير المستويات الأربعة.

كعادتها كانت دولة الإمارات سباقة لتبنّي كل ما هو جديد ومفيد في مختلف المجالات، واليوم تتصدر الدولة المركز الأول على مستوى الدول العربية في عدد المؤسسات التي حصلت على هذا الاعتماد الدولي، بل إن هناك العديد من المؤسسات التي تتبنى هذا النموذج وفي طريقها للاعتماد، ويؤكد ذلك أهمية الاستثمار في البشر قبل الحجر، فالإنسان هو أساس كل تقدم.

 @Alaa_Garad

 Garad@alaagarad.com

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة