السموحة

ماذا فعل بينيتيز؟

أحمد أبو الشايب

لم نفهم سبباً منطقياً لإقالة المدرب «المميز» رافائيل بينيتيز من تدريب ريال مدريد، سوى أنه إجراء احترازي من قبل رئيس النادي لامتصاص حالة الانتقاد الواسعة التي لحقت به وبفريقه أخيراً، بعد مجموعة هزائم غير متوقعة، على رأسها خسارته من غريمه التقليدي برشلونة في أول كلاسيكو يجمع الفريقين على يد المدرب المقال.

بينيتيز من المدربين الكبار الذين وضعوا بصمتهم في كل الأماكن خلال السنوات الـ15 التي عمل فيها مدرباً، ابتداء من تألقه في قيادة فريق فالنسيا لحصد لقبي الدوري المحلي والأوروبي، ثم صناعته لتاريخ ليفربول في السنوات الخمس التي أشرف فيها عليه، ونجح مع نابولي قبل عودته الى ناديه الأصلي و«الحضن الدافئ» ريال مدريد.

• خبرة بينيتيز في الملاعب وقدراته الأكاديمية تؤهلانه لوضع استراتيجيات واسعة وطويلة لأكبر الأندية في العالم.

بينيتيز من أبناء النادي الملكي الذين تربوا وترعرعوا في كنفه حتى اشتد عوده، وهو من المدربين المؤهلين جيداً من الناحية الأكاديمية ولديه شهادة عليا في التدريب، ويتقن لغة «التدريس والكتب» أكثر من كونه مدرباً لمجموعة من النجوم الذين يحتاجون الى شخصية من نوعية معينة بإمكانها صهرهم في بوتقة واحدة من مجرد نظرة أو إشارة أو كلمة.

خبرة بينيتيز في الملاعب وقدراته الأكاديمة تؤهلانه لوضع استراتيجيات واسعة وطويلة لأكبر الأندية في العالم، وقيادتها إلى تحقيق الألقاب، لكن الظروف لم تخدمه، بعدما توسعت حوله دائرة النقد، نتيجة ذنبه الوحيد مع الفريق الملكي وهو خسارته على أرضه من الغريم التقليدي برشلونة في الكلاسيكو برباعية نظيفة، وهي المباراة التي يعتبرها المدريديون «خطاً أحمر» لا يمكن التهاون في نتيجتها إطلاقاً، ولو فاز بينيتيز بهذه المباراة وخسر لقب أبطال أوروبا لبقي من أفضل المدربين على قلب جمهور الريال كما حدث في عصر مورينيو.

ولو نظرنا بشكل عام في نتائج بينيتيز نجدها لم تصل «سوءاً» الى مرحلة «الاستئصال»، لأنه تأهل الى الدور الثاني في دوري الأبطال بأداء فاق برشلونة بكثير، وهو مازال منافساً حتى هذه اللحظة على الدوري، لأن الفارق بينه وبين غريمه البرشا أو المتصدر أتلتيكو مدريد يسهل تعويضه في مرحلة الإياب التي ستكون شاقة على الجميع.

ما نود قوله إن بينيتيز لم يأخذ فرصته الحقيقية مع الريال، وكان بإمكانه الخروج بالألقاب في نهاية الموسم كما فعل ذلك مع جميع الأندية التي درّبها، وكان بحاجة الى «صبر» جماهيري في موضوع برشلونة، لأن أي مدرب يقود الفريق الملكي لأول مرة لابد من منحه فرصة أولى لاكتساب الخبرة في الكلاسيكو.

عموماً، أنا من مؤيدي قرار تعيين الأسطورة زين الدين زيدان الذي كان من المفترض اتخاذه قبل التعاقد مع بينيتيز، وناديت بذلك في المقال السابق بعنوان «زيدان.. يا ريال مدريد»، وهذا القرار تاريخي يحسب لرئيس النادي فلورينيتو بيرز، بأن يمنح الفرصة لقامة بحجم زيدان.

الريال فريق من النجوم الكبار ليس بحاجة إلى خطط وتكتيكات معقدة، وإنما يسهل قيادتهم بمدرب له «كاريزما» خاصة يفوقهم «شكلاً ومضموناً».

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر