السموحة

زيدان.. يا ريال مدريد

أحمد أبو الشايب

من النادر أن تجد شخصية كروية محبوبة في العالم من طرفين نقيضين (المشجعين والخصوم)، مثل زين الدين زيدان اللاعب الذي نثر سحره في ملاعب الكرة، وصنع من نفسه أيقونة جميلة عشقتها كل الجماهير في العالم، حتى المدريدية والبرشلونية لم يختلفوا يوماً على محبته رغم حجم التنافس بين الناديين، وقوة وجبروت مشجعيهما، وقدرتهما على المناكفة حتى النفس الأخير، مستشهدين بأدق التفاصيل والأحداث والمواقف التي يمر بها الناديان قديماً وحديثاً، دون ان ينسوا أي شاردة أو واردة، حتى وصل بهم الحال الى المقارنة بين قَصّتي شعر رونالدو وميسي.

• مع الجدل الدائر حول منصب «مدرب ريال مدريد» الحساس بالنسبة للكثيرين في العالم، نستغرب إصرار بيريز على التصغير من حجم زيدان.

«زيزو» من النجوم، بل الأساطير الذين أنجبتهم الملاعب، ولن تنساهم الجماهير على اختلاف ألوانها وأطيافها، ويستحق أن يكون قدوة للأجيال في موهبته وسلوكه وتصرفاته التي لم تخرج عن النص يوماً باستثناء الحادثة الشهيرة بـ«نطحة زيدان»، التي أيده فيها العالم أجمع بعد معرفتهم بخلفياتها، ثم تم تكريمه من الرئيسين الفرنسي والجزائري رغم أنه لم يلعب يوماً لمنتخب بلاده الأصلي «محاربو الصحراء».

ما يجعلنا نستعيد قصة زيدان اليوم، هو الجدل الدائر حول إمكانية تعيينه مدرباً لريال مدريد الذي يعاني حالياً في الدوري الاسباني، خصوصاً بعد تعرضه لخسارة مذلة برباعية من برشلونة، وبعدها خسارته من فياريال بهدف دون رد، في مباراة عجز خلالها رونالدو وزملاؤه عن تحقيق التعادل، حتى بات رأس المدرب بينيتيز مطلوباً لدى الجماهير المدريدية، ثم خرجت تسريبات تشير الى أن النادي الملكي سيُقيل بينيتيز، وأن زيدان مرشح بقوة لخلافته، أو ربما يعود مورينيو الذي خرج من تشلسي، لكن رئيس نادي الريال فلورنتينو بيريز نفى بشكل رسمي النية لإقالة المدرب الإسباني «رافا»، مؤكداً تمسكه بالمدرب وعدم وجود أي خلافات بينه وبين لاعبي الملكي، حتى كتابة المقال.

ومع الجدل الدائر حول منصب «مدرب ريال مدريد» الحساس بالنسبة للكثيرين في العالم، نستغرب إصرار بيريز على التصغير من حجم زيدان في كل مرة يطرح اسمه لتدريب الفريق، بالقول إن زيدان مدرب المستقبل، لكن لم يأت دوره بعد، ولا نعلم متى ستأتي هذه اللحظة التي أصبحت نغمة تتردد في مثل هذه الأوقات، إذ سمعناها بعد خروج مورينيو من الريال وقبل مجيء خليفته أنشيلوتي ثم بينيتيز.

زيدان اكتسب خبرة جيدة في الملاعب، عندما كان لاعباً حقق مع منتخب بلاده فرنسا كل الألقاب العالمية والقارية، وقاد الريال للإنجازات منذ أول ظهور له مع الفريق الملكي منتقلاً من يوفينتوس، ثم نجده اليوم مبدعاً في تدريب رديف الريال ومؤهلاً لحمل راية كبار مدريد أسوة بالمدرب غوارديولا الذي مُنح الثقة من قبل إدارة البرشا، وقاد «الكتالونيين» الى الأمجاد والالقاب والأرقام القياسية، وهو اليوم من أهم المدربين في العالم.

ادارة الريال جريئة على صعيد التعاقدات مع اللاعبين الأجانب، لكنها بحاجة الى جرأة مماثلة في اختيار المدربين ومنح أبناء النادي مثل زيدان الفرصة كي يثبت جدارته، وهذا أفضل من تركه فترة طويلة في «الانتظار» يتسلى مع الشباب والرديف.

زيدان من نوعية «نجوم الزمن الجميل» عندما كنا نقف احتراماً للاعب الموهوب، ونصفق له وننتظره خارج الملعب لتحيته ومصافحته، تقديراً لعطائه في الملعب دون النظر إلى كونه ضمن الفريق المنافس لفريقنا.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر