عطاؤه لا محدود.. ومنهجه الإبداع والابتكار

ربما ننبهر أحياناً ببعض الشخصيات ذات الحضور الاجتماعي اللافت، ونتساءل عن سر حب المجتمع وانجذاب الناس لها، والحقيقة سببها أنهم يتبعون قاعدة نبوية، علّمنا إياها رسولنا الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم: «رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى»، فسماحة الخُلق هي القاعدة الأساسية للتعامل مع المجتمع.

• لقد علمتني تجارب الحياة أهمية أن تكون للإنسان شخصية مستقلة، إلا أن ما أيقنته أنه مع استقلالية شخصياتنا ستظل هناك شخصية لإنسان آخر تلهمنا في سلوكنا وحتى في أفكارنا.

وعندما تجمع الشخصيات الجذابة بين الوجاهة الاجتماعية، والسماحة الخُلقية، والفكر القيادي النير، تتكون لدينا قدوة عصرية، تنهل من تلك القواعد النبوية في السماحة والأخلاق والنهج القيادي الحكيم.

وهذه الشخصيات بالتأكيد هي الملهمة لجيل العصر الحديث، وسيحظى من رافقها بحظ وافر من الدروس العملية الواقعية، التي تغني عن الشهادات العلمية والدورات التدريبية، وإذا اجتمع الفكر النير والسماحة لدى هذه الشخصية القدوة، سيسهم ذلك بكل تأكيد في تغيير أنماط شخصيات وسلوكيات من يرافقونها إلى الأفضل.

لقد علمتني تجارب الحياة أهمية أن تكون للإنسان شخصية مستقلة، إلا أن ما أيقنته أنه مع استقلالية شخصياتنا ستظل هناك شخصية لإنسان آخر تلهمنا في سلوكنا وحتى في أفكارنا، فنتأثر بها سلباً أو إيجاباً.

شخصياً لا تفارقني في سلوكي وفي أفكاري نصائح ودروس الشخصية السمحة التي أقتدي بها، فقد سمعت ورأيت منها بشكل عملي على مدى سنوات طويلة مفهوم الابتكار، قبل أن تغرد به الصحافة، وقبل أن تصاغ حولها المناهج والدروس.

أخذت من هذه الشخصية فكر المبادرة، وفكر الإبداع، واجتهدت في تحقيقها، بما اكتسبته أيضاً من دروس أخرى في العزيمة والإصرار، تعلمتها من هذه الشخصية السمحة الملهمة.

شطرنج الإمارات، مثلاً، إحدى حكايات النجاح، فقد بدأت أشارك فيه منذ عام 2012 كلعبة ورياضة فكرية، فوجئت بما فيها من فائدة، وبما لها من أهمية دولية، وبنصائح هذه الشخصية الفذة ودعمها، ازددت إصراراً على أن يكون الابتكار والإبداع نهجاً رئيساً لتطوير مكانة هذه اللعبة محلياً، لنثبت من خلالها مكانة عالمية متفردة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الرياضة الفكرية، فتوجهنا لابتكار مسالك جديدة لتوسيع شعبيتها في الدولة، مدعومين بنصائح ذهبية كان لها الأثر في نجاحات محققة.

تطوير الفكر هو سلاح الحاضر والمستقبل، الذي تؤمن به هذه الشخصية الفذة الملهمة لي وللعديدين غيري، وقد اكتشفت أنها عندما تطلع على تجارب الآخرين لا تقوم بذلك لاختيار أفضل الممارسات لتقوم بتطبيقها، كما يعتقد البعض، بل تبحث أين توقفت لدى الآخرين قمة الفكر الابتكاري والإبداعي، ومدى قوتها، فتنطلق منها بفكر خاص لابتكار ما هو أفضل.

هو شخصية قيادية مفكرة بالدرجة الأولى، القراءة والاطلاع قوته اليومي، والعمل ضمن الفريق والتعاون هو رهانه لتحقيق الإلهامات الفكرية والتطلعات الإبداعية، ونتائجها الابتكارية، لذا اقتدائي به واقتداء الكثيرين غيري به لم يأتِ من فراغ، فهو أهم أسباب نجاح العديدين، فعندما تستغل ما وهبك الله من عقل وفكر سليم، وتسير في ركب قائد يسهم في إلهامك، ولا يتردد في نصحك ومنحك الثقة، ويدعمك ضمن فريق مخلص، فبالتأكيد ستجد أن النجاحات تتهاطل عليك، إذا كنت محافظاً في قلبك على النية الطيبة، والإخلاص للدين وللقيادة وللوطن، ولمن مد إليك يد العون والمساعدة، ودعمك بفكره وبإمكاناته.

دائماً أحاول أن أتذكر بداياتي في كل نواحي حياتي المهنية والعلمية والاجتماعية، حتى أحافظ على خط سيري بعيداً عن محطات الغرور والعنجهية أو التكبر والغطرسة، وكي أتعود على أنه مهما وصلت إلى النجاح سيبقى نجاحي صغيراً لا يقارن بما جاد به قادتنا قدوتنا، حفظهم الله ورعاهم، ورحم الله والدنا ووالدهم الشيخ زايد، وجعل الجنة مثواه.

تعلمت الكثير، وسأبقى أتعلم من ناصحي وموجهي ومعلمي، والشخصية الاجتماعية القدوة، سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.. شكراً لكم سيدي، أقولها عني وعن المئات ممن تعلموا واستلهموا منكم فكر الابتكار والإبداع.

saeed@uae.net

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة