السموحة

أحمد خليل والطلياني

أحمد أبو الشايب

مرور 10 أيام على تتويج «الغزال الأسمر» بلقب أفضل لاعب آسيوي لا يعني أن الحدث مر مرور الكرام واندثر، بل سيبقى هذا الإنجاز حاضراً في كل الأوقات والمناسبات، وفي تاريخ الكرة الإماراتية، ونقطة مضيئة للاعب نفسه، وناديه الأهلي، والمنتخب الوطني، لأن هذا اللاعب لم يصعد على منصة التتويج، متفوقاً على نجوم القارة الكبار مع أنديتهم ومنتخباتهم، إلا بعد تعب ومعاناة واجتهاد وانتصار على النفس.

• اقترنت مسيرة أحمد خليل (24 عاماً) بعنصر المفاجآت منذ مشاركته مع منتخب الشباب 2008.

قصة أحمد خليل هي مثال للاعب المكافح، الذي فرض اسمه بقوة أساسياً على مدرب الأهلي كوزمين، بين مجموعة عالية الكعب من النجوم الأجانب، ليثبت أن النجوم «لا تغطى بغربال»، وستسطع بقدراتها وموهبتها، وتفوقها يبدأ من بيتها، وإذا أثبتَّ نفسك محلياً وسط منافسة شديدة مع المتميزين فإنها بالتأكيد ستقارع جميع المنافسين لها خارجياً، وتنتصر عليهم، وهذا ما ميّز «الغزال الأسمر» عن غيره، وهذا أيضاً يقودنا إلى فكرة أن «المنتخب القوي إفراز لدوري قوي».

اقترنت مسيرة أحمد خليل (24 عاماً) بعنصر المفاجآت، منذ مشاركته مع منتخب الشباب 2008، وتسجيله أهدف الدقائق الأخيرة المثيرة التي كانت تقلب الموازين، وتحولنا من «مودعين إلى متوجين»، وشاهدنا من هذا اللاعب الذي أحب أن اسميه «غدار الشباك» ما لا نستطيع وصفه في مباراة الإمارات مع السعودية، خلال التصفيات الحالية لكأس العالم، وتسجيله هدفاً من كرة ثابتة من مسافة بعيدة، يعجز عنه ــ دون مبالغة ــ رونالدو وبنزيمة ومعهما ميسي ونيمار.

حتى عندما ترشح لجائزة أفضل لاعب آسيوي، كانت التوقعات تصب في مصلحة الصيني قائد فريق غوانزهو زهانغ زهو، بصفته متوجاً مع فريقه بلقب آسيا، لكن المفاجأة كانت لمصلحة أحمد خليل، الذي أنصفته هذه الجائزة، وألقت الضوء عليه كواحد من النجوم الكبار في القارة، الذي لن ينتهي به المطاف عند هذا الحد، بل لايزال لديه الكثير ليقدمه، وبإمكانه حصد المزيد من الألقاب الشخصية والجماعية مع ناديه والمنتخب، إلى جانب زميله نجم العين «عموري» الذي يبلغ من العمر 24 عاماً، والطريق مفتوحة أمامه للمنافسة على الجائزة الآسيوية العام المقبل، لنحتفظ بها إماراتية عامين متتاليين، في إنجاز جديد يعطي هذا الجيل حقه.

عملنا مقارنة في السابق في عام 2011 بين جيل أحمد خليل وجيل الأسطورة عدنان الطلياني الذي قاد الإمارات إلى نهائيات كأس العالم 1990 بأقل تكلفة مالية على زمن الهواة والطيبين، وتحدثت آراء يومها بأن من الظلم المقارنة بين الجيلين، لاختلاف الزمان والمكان، ودخولنا عالم المال والأعمال والاحتراف في كرة القدم.

صحيح أن جيل الطلياني تأهل إلى المونديال ونهائي آسيا، لكن أحمد خليل حقق أول لقب للإمارات في تاريخ جوائز أفضل لاعب آسيوي، ولدينا آمال في نجوم آخرين، مثل «عموري» ومبخوت وإسماعيل الحمادي، وغيرهم الكثير، في الدفاع والهجوم والوسط وحراسة المرمى، الذين نترك لهم الكرة في العام جديد 2016 لحصد ما يحلمون به من ألقاب شخصية وجماعية مع أنديتهم أو مع المنتخب الوطني.

أخيراً.. أنتم ما رأيكم عند المقارنة بين جيلي «خليل» و«الطلياني»؟

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر