ليمونة «أليكس»!

ولدت «أليكساندرا سكوت» في عام 1996، وبعد يومين فقط من ولادتها تم تشخيص حالتها بنوع نادر من السرطان، عافاكم الله، يدعى الورم الجذعي العصبي، الذي يصيب حديثي الولادة عادةً. هنا ما قاله الدكتور المعالج لوالديها: «أليكس» لن تستطيع الحركة والمشي طوال حياتها، لكن المفاجأة أنها استطاعت تحريك رجليها قليلاً في الأسبوع الثالث بعد ولادتها، كأنها تريد أن تقول: «أنا مختلفة»! وبعد عامها الأول بدأت الطفلة الصغيرة تحبو وتزحف وتتعلق بالكرسي حتى تقف! إلا أن الأورام عادت إلى الظهور بقوة في عام 2000، فقرر الأطباء إجراء عملية «زراعة خلايا جذعية» لها.

وقبل الدخول إلى غرفة العمليات، قالت «أليكس» لوالدتها: بعد أن أخرج من المستشفى أريد أن أعمل «كشكاً» لبيع عصير الليمون، وسأتبرع بالأرباح لمساعدة الأطفال المرضى بالسرطان. وحققت الأم حلم طفلتها ـــ بمساعدة أخيها ـــ وانطلق «كشك الليمون» لتجمع في ذلك اليوم 2000 دولار.

بعد هذا النجاح، قررت عائلة «أليكس» أن يُقام هذا الحدث كل عام، ما جذب أنظار وسائل الإعلام الأميركية، التي سارعت بإلقاء الضوء على قصة الطفلة «أليكس»، ومبادرتها الإنسانية الرائعة، فأدى ذلك إلى تأثر الناس، ومن ثمّ المشاركة في حملتها ببناء «أكشاك الليمون» داخل أميركا وخارجها، دعماً لحملة «أليكس» حتى عام 2004، عندما توفيت «أليكس» بعمر ثماني سنوات، وقد جمعت أكثر من مليون دولار.

بعد وفاتها بعام، قرر والدا «أليكس» مواصلة حملتها فتمّ تسجيلها رسمياً، وهكذا تفرغا تماماً لهذه المؤسسة الإنسانية الوليدة التي حملت اسم ابنتهما «أليكس» www.alexslemonade.org.

اليوم حملة «أليكس» ـــ وبعد وفاتها بأكثر من 11 عاماً ـــ جمعت 100 مليون دولار، ودعمت أكثر من 500 بحث طبي لتشخيص هذه الأمراض السرطانية وطرق علاجها. ووفّرَت هذه المؤسسة الإنسانية مصاريف السكن والأكل والمواصلات للعائلات التي تضطر إلى السفر لولاية أخرى لعلاج أطفالها.

فكرة «أليكس» لم تكن خارقة، كانت بسيطة جداً «طفولية بلا ريب»، لكنها غيَّرت الكثير في هذا العالم!

رحمها الله!

@Saeed_AlSuwaidi

madhloom@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .