5 دقائق

فقط عند المري!

د.سعيد المظلوم

«حسبك من السعادة في هذه الدنيا: ضمير نقي، ونفس هادئة، وقلب شريف، وأن تعمل بيديك» – مصطفى لطفي المنفلوطي

قبل 18 عاماً تأسس برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز؛ ليكون أداة ناجعة في تطوير الأداء الحكومي، ويشهد من عاصر هذه الفترة بنجاحه الكبير، وبتحقيق أهدافه التي تأسس من أجلها. فريقُ عملِ الجائزة برئاسة منسِّقِه «د. أحمد النصيرات» قدم الكثير من المبادرات، ومن أهمها: منتدى دبي لأفضل الممارسات الحكومية ـ الذي أحرص على حضوره كل عام ـ لجني الثمار التي يقدمها المتحدثون سواء كانوا من الداخل أو الخارج. «للدكتور أحمد وفريقه المتميز كل الشكر والتقدير».

• لعلَّ من أجمل مبادرات «المري» أنه سمح لمجموعة من الموظفات بالعمل من المنزل.. وكانت النتائج مذهلة، حيث ارتفع عدد المعاملات المنجزة، والأروع أن تحسناً ملحوظاً قد حصل في مستوى أبنائهن الدراسي.

هذا العام وفي جلسة «الأمن مصدر السعادة» جذبني حديث سعادة اللواء محمد المري، مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، الذي أكد فيه أهمية زرع السعادة في قلوب الموظفين والمتعاملين، وضرب لنا مثلاً عن ضيوف الدولة من السياح الصينيين، حينما لاحظ موظفو المطار عدم ظهور الابتسامة عند نطق أسمائهم باللغة الإنجليزية، وبعد البحث عن السبب اكتشفوا أن لها نطقاً آخر بلغتهم الأم، فأمر سعادته بأن تتم إقامة دورات تدريبية لموظفي المطار لتعلم اللغة الصينية.

لدى سماعي حديث سعادة اللواء بزغتْ عندي رغبة في أن أتواصل معه للاستفادة من تجاربه في الإدارة التي أحدثت أثراً طيِّباً في بث روح السعادة بين الناس، سواء كانوا موظفين أو زائرين، وهكذا لقيتْ رغبتي الاستجابة.

ولن أنسى ما حصل منذ عامين تقريباً، عندما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو وصور عن استقبال موظفي مطار دبي لأهلنا من دولة الكويت في عيدهم الوطني بالورود والحلويات والفرق الشعبية. وعلى الرغم من بساطة الفكرة إلا أنها ـ برُقِيِّها ـ أثرت في كل من شاهدها، ولمَ لا، فهذا لا يحدث إلا في دبي.

ولعلَّ من أجمل مبادرات «المري» أنه سمح لمجموعة من الموظفات اللواتي تم اختيارهن بعناية ومن خلال معايير واضحة؛ بالعمل من المنزل، وذلك بعد توفير أجهزة عالية الأمان، وكانت النتائج مذهلة، حيث ارتفع عدد المعاملات المنجزة، والأروع أن تحسناً ملحوظاً قد حصل في مستوى أبنائهن الدراسي، ما جلب السعادة للجميع.

نعود إلى المطار حيث وردت ملاحظات من الزوّار ذوي الاحتياجات الخاصة بأن «كاونتر الجوازات» مرتفع، فأمر بأن يتم تخفيضه ليتناسب مع كراسيهم المتحركة، والسبب أنه لا يريد أن يظن متلقي الخدمة ولو للحظة بالدونية عندما ينظر له الموظف من أعلى لأسفل، فكان هذا القرار الإنساني.

مبادرات الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب لا يسعها هذا المقال، وقائد مثل «اللواء المري» يحب الجميع أن يعمل تحت قيادته، نحسبه أنه «قائد إنساني» غايته أن يسعد من حوله، وهي سعادة من نوع خاص لأنها «فقط عند المري»!

madhloom@hotmail.com

Saeed_AlSuwaidi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر