السموحة

«تيبل لامب»

أحمد أبو الشايب

لا أعرف من أين استوحى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم شكل كأس دوري أبطال آسيا، التي تتخذ شكلاً غريباً كمجسم لشخص يفرد ذراعيه، ولا يدل على أنها كأس بطولة أو حتى درع، بل يتبادر إلى ذهنك عندما تشاهدها أنها «تيبل لامب»، يمكن استخدامه لإنارة أحد الأركان في مجلس الضيوف.

ما قصة هذه الكأس الغريبة، ولماذا اتخذت هذا الشكل ولم تتطور منذ ذلك اليوم حتى الآن، ولماذا لا يؤرشف الاتحاد الآسيوي أي معلومات تاريخية خاصة بهذه الكأس، مثلما نلاحظه في معظم الكؤوس العالمية، مثل كأس العالم الشهيرة التي صممت على يد نحات وفنان إيطالي، وصنعت من الذهب الخالص بوزن يقارب ستة كيلوغرامات، فضلاً عن كأس دوري أبطال أوروبا الشهيرة بالأذنين، والتي تم تحديثها في النسخة الأخيرة، ونقشت عليها معالم من مدينة برلين الألمانية، التي استضافت نهائي 2015؟!

• ما قصة هذه الكأس الغريبة، ولماذا اتخذت هذا الشكل ولم تتطور منذ ذلك اليوم حتى الآن؟!

كأس الأبطال باتت من الإنجازات المهمة للأندية الآسيوية التي أخذت تتباهى بها، وتفتخر بتدوين اسمها في سجلاتها، وتزيين خزائنها بها، وبالتالي فإنه من الضروري تفكير الاتحاد القاري في إعادة النظر في شكل هذه «الدرع أو الكأس»، بما يتناسب مع كبرياء الأندية الحاصلة عليها، ليعكس مدى جهدها وعملها لتسيد القارة، ولا مانع من أن توضع لها تقاليد خاصة مستنبطة من عادات وتقاليد آسيا الغنية بثقافاتها المتعددة، وأن تصنع من الذهب الخالص، ويخصص لها مصمم عالمي قدير (لا مشكلة إذا كان من القارة الأوروبية).

كما أن البطولة بحاجة إلى إعادة نظر في جوائزها، فآخر تحديث تم على دوري أبطال آسيا كان قبل سبعة أعوام، عندما رفعت ميزانيتها المالية من أربعة ملايين دولار إلى 20 مليوناً، حيث يحصل الفريق الذي يحرز اللقب على جائزة مالية قدرها 1.5 مليون دولار، بالإضافة إلى نحو 700 ألف دولار قيمة وصوله إلى النهائي وبدلات السفر، أي بمعنى آخر إن البطولة غير مجدية من الناحية التجارية المالية، ولا تدل على وجود العمل الاحترافي الذي ينادي به الاتحاد الآسيوي، ويلزم الأندية بتطبيقه، لأن هذا الملبغ لا يساوي ربع سعر لاعب أجنبي واحد للأندية التي تتنافس في اللقب.

الكرة الآسيوية مازالت تسير كالسلحفاة في تطورها، ولا تواكب ما يحدث في العالم على كل الصعد، خصوصاً التصاعد في الأسعار والصفقات والرعاية وحقوق النقل التلفزيوني، التي تفاجئ العالم بأرقامها الخيالية، كما حدث في حقوق نقل الدوري الإنجليزي، أخيراً، بملبغ وصل إلى خمسة مليارات يورو.

كأس النسخة الـ34 في التاريخ، والـ13 بشكلها الجديد، التي سيتحدد عريسها الساعة الـ4 عصراً بعد غد السبت، ستغري الأهلي وغوانزهو من الناحية المعنوية، وسيضرب الطرفان بكامل قوتهما، وسيستخدمان كل أسلحتهما التقليدية وغير التقليدية للفوز بها، ثم نيل شرف نحت وصك اسم النادي على معدنها، بصرف النظر عن خامته.

عموماً.. لنترك الحديث عن الكأس، ولنتابع المعدن الأصلي، بالتأكيد يا «فرسان» سيظهر في النهائي!

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر