5 دقائق

5 خطوات «إذا تبا تنحب»!

د.سعيد المظلوم

بعد نَشْرِ مقال الأسبوع الماضي «كيف تتعامل مع موظف ثجيل دم؟».. كانت ردود الموظفين تتحدث عن معاناة حقيقية في محيط عملهم، وأكدوا أن الشخصيات التي ذُكِرَتْ في المقال هي شخصيات واقعية حقّاً، وأنهم يتعايشون معها يومياً! إلا أن زميلي «فيصل الزفين» هو الوحيد الذي كان رده إيجابياً للغاية، حيث قال: «جميل، ولكن هناك أيضاً الموظف المثابر والخدوم والمناضل والكفء، هذا هو الجانب المشرق للوظيفة الذي يحفز الواحد منا على أن يأتي إلى الدوام عن رغبة وتفاؤل». ردُّ «فيصل» هو الذي ألهمني كتابةَ هذا المقال؛ عسى أن نتشارك جميعاً في نشر «ثقافة الحب» في جميع المؤسسات، وإليكم بعض الخطوات العملية للإجابة عن هذا التساؤل: كيف أكون محبوباً في محيط عملي؟

• من المستحيل أن نحمل جميعاً ذوقاً واحداً ورأياً واحداً.

قبل الشروع في سرد الخطوات، أسأل: هل أنتَ بالفعل تحتاج إلى أن تكون محبوباً بين زملاء العمل؟ بالنسبة لي شخصياً أقول: نعم، ليس من أجلهم بل من أجلك أنت، من أجل روحك، وما دام الأمر كذلك؛ إذاً اتبعْ هذه الخطوات البسيطة:

- تواصل بذكاء: وهذا يحتم عليك أن تكون شفافاً وواضحاً، سواء كان هذا التواصل عن طريق البريد الإلكتروني، أم الهاتف، أم وجهاً لوجه، وذلك تجاوزاً لأي سوء فهم، وهذا يقتضي منك اختيار الألفاظ المناسبة، وامتلاك مهارة الاستماع، الاستماع الحريص، لا بالأذن فقط بل بالأذن والعقل مع عدم إفساح المجال لعينيك للتجول على صفحة هاتفك الذكي!

- كن مختلفاً: واحترم الاختلاف، إذ من المستحيل أن نحمل جميعاً ذوقاً واحداً ورأياً واحداً، قد ترى صفة في زميلك «سلبية» تجاوز عنها، وابحث عن إيجابياته.

- امدح: كلمة «شكراً» ليست صعبة أبداً إن جعلتها عادة، ولا تكلف أموالاً، مثل هذا الاعتراف بفضل زميلك في العمل يرفع معنوياته ويحطم الحواجز بينكما، إن وُجِدَتْ، مثالاً لذلك: «لا أحد يستطيع أن يتعامل مع متعاملين في قمة الغضب كما تفعلين، شكراً ميثاء».. كلمات قليلة لم تستغرق إلا ثواني، لكنها عميقة وتبقي أثراً.

- راجع: تصرفاتك وتراجع عنها إذا لزم الأمر، مثل هذا التوقف لبرهة ومراجعة ألفاظك التي قلتها، وقراراتك التي اتخذتها هي فرصة عظيمة لتقييم الوضع وتحسينه للأفضل، ولا أكتمكم سراً، فقد بدأت باتخاذ هذه الطريقة منهجاً في حياتي، وكان أثرها عظيماً!

- خذ وقتك: وحاول أن تتعرف إلى زملاء عملك، عن أسرهم، وهوياتهم، افرح لفرحهم وواسهم عند أحزانهم، فمثل هذا التقارب يعزز الروابط بين الأرواح.

دائماً أقول لطلبتي في أكاديمية شرطة دبي، عندما نتحاور حول صفات القادة، لا يهم ماذا ينجزون بقدر ما يهمنا ماذا تركوا فينا من أثر طيب، لذا ليكن شعارك في الحياة: «أعِنْ تُعَنْ»!

madhloom@hotmail.com

Saeed_AlSuwaidi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر