السموحة

همسة في أذن الهلال

أحمد أبو الشايب

أسئلة كثيرة مازالت تحوم حول دوافع الهلال السعودي من تقديم شكوى ضد الأهلي الى لجنة الانضباط الآسيوية على خلفية خسارته في نصف نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم، وتوديعه البطولة الأغلى إلى قلبه، ثم قراره بتصعيد الأمر الى لجنة الاستئناف، وطلبه تأجيل النهائي حتى يتوصل إلى نتيجة، رغم قناعته الراسخة بأنه لعب مباراة مثالية في أجوائها ومريحة لقلبه، ابتداء من كرم الضيافة الأهلاوي في توفير سبل الراحة للبعثة وحملهم على كفوف الراحة، ومنح جمهور الهلال زيادة في المقاعد المخصصة لهم في المدرجات، ثم تجاوب الاتحاد الآسيوي مع رغبة تغيير الحكم لترسيخ معاني العدل والنزاهة، بما يضمن افراز الفريق الافضل على الصعيد الفني.

• دعواك التي رفضتها لجنة الانضباط الآسيوية هي قضية خاسرة، ومضيعة للوقت والجهد والمال.

أول هذه الأسئلة، هل كان الهلال يسعى الى امتصاص غضب جماهيره التي شعرت بخيبة أمل مما آلت اليه النتيجة، بعد أن عاشت حلم حصد اللقب الغائب عن خزائن النادي منذ 15 سنة، وباتت على قناعة بأن الفريق قريب من اللعب في مونديال الأندية وهنالك احتمال كبير باللعب أمام برشلونة بطل أوروبا، أم كان «زعيم آسيا» يبحث عن حق مكتسب له في إيجاد أي ثغرة، قد تمنحه النقاط الثلاث وتنقله الى النهائي للمرة الثانية على التوالي والسابعة في تاريخه، أم أنه شعر بشكل فعلي بالظلم ويريد أن يسترجع حقه؟

الهلال حر في دوافعه، وقراراته، لكن بأمانة وبحياد مهني مطلق، أهمس بأذنه وأقول إن دعواك التي رفضتها لجنة الانضباط الآسيوية هي قضية خاسرة ومضيعة للوقت والجهد والمال، ولا يمكن أن يصدر فيها قرار آخر غير الذي صدر وأثبت أن أسامة السعيدي مسجل بشكل رسمي محلياً وآسيوياً، وبالتالي مشاركته رسمية لا تشوبها أي شائبة، ويمكن أن نراه في نهائي البطولة أمام غوانزهو إذا قرر المدرب كوزمين ذلك.

لو افترضنا جدلاً أن الهلال نجح في اعتراضه، فإن ذلك لا يعني خسارة الأهلي مباراة الاياب فقط، بل سيخسر الذهاب أيضاً، حيث لعب السعيدي 20 دقيقة في الرياض، وسيخسر في ربع النهائي أمام نفط طهران ذهاباً واياباً، وفي دور الـ16، وبالتالي سيكون هنالك قرار بإعادة البطولة كاملة، وهذا ضرب من الخيال.

أين المنطق في كلام من يتحدث عن تسجيل السعيدي محلياً في اللحظات الأخيرة، فكيف كان يشارك اللاعب مع الأهلي في الموسم المنصرم محلياً وخارجياً؟

من الواضح للعيان والبديهي أن الأهلي استبدل السعيدي لمصلحة موسى سو في فترة الانتقالات الصيفية بطريقة قانونية تخضع لقواعد ولوائح الاتحاد الاماراتي، وكل من يتابع دوري الخليج العربي يعلم ذلك، وبالتالي من أقنع الهلال بوجود مخالفة معلوماته سطحية ولا تنم إلا عن ضعف ثقافته الكروية، أو ربما لديه مآرب أخرى أو يود استغلال الهلال مادياً عبر اقناعه بأنه صاحب حق و«تعلمون القصد».

مرة أخرى نعود ونبارك للأهلي انتصاره القانوني الجديد، وإثباته لحقه وحق جماهيره، ونقول للفرسان: أسرجوا خيولكم بعزم وإصرار، وانطلقوا نحو حلمكم بقوة القرار، فأعيننا تترقب بشغف لحظات صعودكم منصة التتويج التاريخي.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر