«أم الإمارات» تعزز دعوة التلاحم المجتمعي

عندما دعا صاحب السمو رئيس الدولة، في عام 2009، من خلال خطابه في اليوم الوطني الـ38، إلى تعزيز التلاحم المجتمعي في الدولة، كأن سموه بحكمته وحنكته كان متوقعاً ما ينتظر العالم حولنا من عواصف اجتماعية وسياسية.

• «أم الإمارات» بقلب الأم الحنون المحب، تريد أن تكون مبادرتها «مجلس الأسرة الاجتماعي» دليلاً إرشادياً لكل أسرة.

ومباشرة.. بعد دعوة سموه تبنت الحكومة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حزمة من الإجراءات التي تصب في هذا التوجه، فرأينا كيف جعلت الحكومة الشأن الاجتماعي أولوية لها، وخصصت الجزء الأكبر من الميزانية العامة له، ثم تم الإعلان عن رؤية الإمارات 2021، التي وضعت التلاحم المجتمعي والأسري والأمن الاجتماعي على رأس أولوياتها.

وتوالت بعد ذلك المبادرات والمشروعات، التي تصب في الهدف نفسه، فرأينا منها مبادرة ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي ببناء مجالس للأحياء في عدد من مناطق الدولة، والتي أصبحت اليوم مقصداً للمواطنين من كل الأعمار.

ولأن العالم بأسره وكل المجتمعات لازالت تواجه تهديدات مستمرة من مستجدات العصر، أطلقت «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أخيراً، مبادرتها «مجلس الأسرة الاجتماعي»، لتسهم في التصدي للتهديدات التي تواجه الأسرة بشكل عام، خصوصاً تلك التي تتخذ التقنيات الحديثة وسيلة لها، لإبعاد الأبناء عن جو الأسرة ومحيطها، والتحكم فيهم لتدمير مجتمعاتهم.

«أم الإمارات» بقلب الأم الحنون المحب، تريد أن تكون مبادرتها هذه دليلاً إرشادياً لكل أسرة، لتلتفت الأسر إلى أهمية التواصل المباشر بين أفرادها.

نعم.. جاءت مبادرة سمو الشيخة فاطمة في وقت نحن بأشد الحاجة لها، لتنقذنا من «المشاعر الإلكترونية الزائفة»، ولتنقذنا وتنقذ أبناءنا من عواقب «شخصياتنا الإلكترونية» ومخاطرها اﻵنية والمستقبلية.

جاءت مبادرة «مجلس الأسرة الاجتماعي»، لتنبهنا وتوقظ الأسرة من غفلتها، ولتقطع الطريق أمام زحف خفي لجيوش تحمل الرايات السود، وتتخذ وسائل التواصل الاجتماعي ساحة لها للانقضاض على القيم والأخلاق، ولاختطاف عقول الأطفال والشباب لتجنيدها في غايات سوداء تزهق آلاف الأرواح في العالم.

لم يتوانَ قادتنا ولم تتوانَ «أم الإمارات» في رسم الخطوط العريضة لحماية أسرنا وحماية الأجيال من عواصف الزمان، وأطلقوا لذلك المبادرات ولم يبخلوا بالمشروعات والتوجيهات، فواجب علينا أن نستجيب لهذه المبادرات ونتفاعل معها ونسعى لاستدامتها.

وأخيراً..يبقى هناك دور مهم في سبيل نجاح مبادرة «مجلس الأسرة الاجتماعي» ألا وهو دور المؤسسات التي تشرف على تنظيم الاتصالات، وتقدم خدماتها في الدولة، فكما كنا نشاهد خلال شهر رمضان إعلانات تلفزيونية تنتقد التعلق بأجهزة الاتصال وتقنياته، وتنصح بالتواصل المباشر بين أفراد الأسرة، نرجو أن نرى مبادرات مسؤولة لدعم هذا التوجه، لإنقاذ المجتمع من سلبيات التعلق بتقنيات الاتصال الحديثة، وتعيد للتواصل الأسري المباشر أهميته وقدسيته.

saeed@uae.net

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة