5 دقائق

عبدالعظيم أبل!

د.سعيد المظلوم

عبدالعظيم رأفت شاب عربي مقيم في ألمانيا، حدثت له قصة مع شركة أبل ورئيسها تيم كوك، يرويها قائلاً: قمت بحجز جهاز «آي فون 6s»، وكان موعدي مع الجهاز الجديد ظهر يوم الجمعة 25/‏‏9/‏‏ 2015. وقد وصل فعلاً في الموعد المحدد عن طريق شركة الشحن UPS، وسرعانَ ما فتحتُ العلبة لأجدَ الجهاز متسخاً ومن دون الغلاف البلاستيكي الذي تُغَلف به أجهزة أبل عادة. ومع الصدمة وعدم الرضا قررتُ الاتصالَ بخدمة المتعاملين التابعة لأبل؛ لأخبرهم عمّا حدث معي، وهكذا فقد استمعوا لي وتفهموا مشكلتي، وعرضوا عليَّ: إما استرجاع كل ما دفعته، وإمّا تبديل الجهاز (بعد انتظار لخمسة أسابيع).

• هل شركة مثل أبل، التي تعتبر علامتها التجارية من الأقوى عالمياً، تحتاج إلى كل هذه «البربغاندا الإعلامية»، حتى تكسب الزبائن؟

لم يعجبني أيٌّ من هذين الحلّين، فقرّرتُ كتابة شكوى إلى تيم كوك مباشرةً، وهنا بدأت رحلة الانبهار: في تمام الساعة الثامنة مساءً من اليوم نفسه، رنّ جرس هاتفي وكانت جهة الاتصال من إيرلندا، قدم المتحدث نفسه على أنه سكرتير لمدير أبل أوروبا، ثمّ اعتذر على اتصاله المتأخر، وأخبرني بأن السيد كوك (رئيس مجلس إدارة أبل) قد قرأ رسالتي، ووعد بتغيير جهازي في أقرب وقت!

وفي صباح اليوم التالي (الساعة الثامنة والنصف تماماً)، قُرع جرس المنزل لأجد مندوباً من شركة TNT حضرَ على جناح السرعة ليقدّم لي الجهاز الجديد، فأدهشني ذلك حقاً. وبعد استلامي لهاتفي بنصف ساعة تلقيت اتصالاً ثانياً من إيرلندا، وكانت المتحدثة هذه المرة مديرة أبل الإقليمية فبادرتْ قائلة: إنها ـ وبالنيابة عن السيد كوك ـ تعتذر عن وصول جهازي السابق بتلك الحالة، وإنها مفوضة من السيد كوك لحل مشكلتي، وخبّرتني بأنّ جهازاً جديداً في الطريق إليّ خلال الساعات القليلة المقبلة! أخبرتها بأنني قد استلمتُ الجهاز الجديد، وأنني مقَدّر لهم جهودهم المبذولة لحل مشكلتي، فطلبت مني أن لا أتردد بالاتصال بها إذا صادفتني أية مشكلة أخرى.

لم تنتهِ الإثارة في هذا اليوم، ففي المساء تلقيت اتصالاً هاتفياً من الولايات المتحدة الأميركية، وكان المتحدث هذه المرة تيم كوك شخصياً! سألني إن كنت قد حصلت على هاتفي الجديد، واعتذر لي عن سوء الخدمة التي تعرضت لها، ثم شكرني على شرائي آي فون!

انتهت القصة، وهنا نتساءل: هل شركة مثل أبل، التي تعتبر علامتها التجارية من الأقوى عالمياً تحتاج إلى كل هذه «البربغاندا الإعلامية»، حتى تكسب الزبائن؟ بالطبع لا، إنها ثقافة زرعت في كل موظف بالشركة، وهذا ما تحتاجه كل مؤسسة.

قال الراحل ستيف جوبز: «لا يهمني أن أكون أغنى رجل في العالم، ولكن كل ما يهمني أن آوي إلى فراشي وقد قمت بعمل رائع» فقط عمل رائع!

madhloom@hotmail.com

Saeed_AlSuwaidi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر