وجهة نظر

الأخطاء في كرة القدم

مسعد الحارثي

مستوى التحكيم في دوري أبطال آسيا يعد بمثابة الكارثة، ولست أعلم هل نعتبره جزءاً من اللعبة، ام إنها مهزلة كروية تتسبب في وضع الشكوك والظنون في سلك التحكيم؟ وإذا كانت ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم الذي ادار مباراة الأهلي والهلال السعودي في ذهاب الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا، ضد الأهلي لها اثرها السلبي، على الرغم من أن العارضة تصدت للكرة التي لم تدخل المرمى الأهلاوي، لكن حدث ما حدث ويبقى الاتحاد الآسيوي هو الأضعف عملياً مقارنة بالاتحادات القارية، وما يثير الضحك ان بعض المحللين وتحديداً من الحكام السابقين الذين اصبحوا خبراء تحكيم في القنوات الرياضية هم من رسخوا في اذهاننا أن الأخطاء جزء من اللعبة، وأعتقد انه عذر أقبح من ذنب، والمضحك أن الحكم الذي لا يعرفه المحللون والخبراء ولا يلاقي القبول لدىهم يؤكدون ان اخطاءه كارثية في المباريات التي يديرها، ما يؤكد ان الخبراء يحللون بالواسطة والمعرفة والعاطفة، وإذا كان المبدأ هو أن الأخطاء جزء من اللعبة، فإن علينا ان نضع حكام المباريات دون أي معايير ودون أي اختبارات، لأن هذا المبدأ ليس صحيحاً، والمضحك ان خبراء التحليل يستشهدون بأخطاء الحكام في بطولات عالمية، ولم يستشهدوا بالحكام المميزين المبدعين.

لن ينسى التاريخ حكمنا المونديالي علي بوجسيم ولكن يبدو أننا نسيناه أو نتناساه.

لن ينسى التاريخ حكمنا المونديالي علي بوجسيم، ولكن يبدو أننا نسيناه أو نتناساه حتى لا تنكشف فضائح التحكيم وكوارث المصححين لأخطاهم، وكأن الاعتراف بالخطأ يضعف شخصية التحكيم، ولا يعلمون أن المكابرة في الأخطاء تفقد الشارع الرياضي الثقة بالتحكيم ولجنة التحكيم والاتحاد بشكل عام، وكل من يدافع عن الخطأ.

ديربي أبوظبي الشهير بين اصحاب السعادة والزعيم، وما اجمل الذكريات في هذا الديربي الذي نتمنى أن يعود بكل ايجابياته وسلبياته، ولكن بطل الديربي كان حكم المباراة، الذي خلط الحابل بالنابل واحتسب هدفاً غير صحيح، وطرد اسماعيل مطر اللاعب الخلوق، لكن المضحك أن الحكم يمارس قاعدة (الأخطاء كل اللعبة وليست جزءاً منها)، والمضحك اكثر أن كل الأطراف تعاقب حيث شملت العقوبة الجمهور والإداري، ولكن الحكم مرفوع عنه القلم.

يا سادة يا كرام التحكيم يعتبر عملاً مهماً بالنسبة للفرق التي تصرف الملايين للوصول الى أفضل النتائج، ولكن المبدأ الذي تتميزون به يزيدنا ضعفاً، والعيب ليس في حكام المباريات، وإنما في المسؤول المكابر، والمحلل المتعاطف والإعلام أصبح مريضاً بمبدأ «الأخطاء جزء من اللعبة».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر