العظماء هم من يفكرون في صالح البشرية

عند إعلانه إطلاق مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «المُهمة كبيرة جداً، لكن الهِمم أكبر»، وعند الاستماع أو قراءة تفاصيل المبادرات الخيرية والإنسانية، التي وضعتها المؤسسة الجديدة، فإننا سنُدرك حقاً أن المهمة فعلاً كبيرة جداً، لكنها ليست كذلك مقابل هِمّة محمد بن راشد.

هِمّة محمد بن راشد لا تعرف المستحيل، وما سيفعله غداً من خلال المؤسسة الجديدة، ما هو إلا استكمال لمسيرة خير وعطاء بدأت منذ سنوات طويلة

مهمةٌ إنسانية ضخمة، هي الأضخم من نوعها في المنطقة، من حيث تنوع الأهداف الإنسانية، وحجم العمل الخيري، وأعداد المستهدفين من الفقراء والأيتام والمعوزين، والمحتاجين إلى الماء والعلاج حول العالم، لكن لابد من الاستدراك سريعاً أن هِمّة محمد بن راشد لا تعرف المستحيل، وما سيفعله غداً من خلال المؤسسة الجديدة، ما هو إلا استكمال لمسيرة خير وعطاء بدأت منذ سنوات طويلة، عبر مؤسساتٍ ومبادراتٍ ومشروعات إنسانية وخيرية متنوعة، وهي تتعاظم وتتزايد وتتضاعف مع مرور الزمن.

«مبادرات محمد بن راشد العالمية» ستعمل ضمن أربعة قطاعات في غاية الأهمية، وجميع هذه القطاعات تصب في تطوير حياة الإنسان، والتخطيط لمستقبله بشكل أفضل، هي لا تُعالج مشكلات جسيمة بمهدئاتٍ آنية، بقدر ما تسعى لاستئصال جذور المشكلات للقضاء عليها نهائياً إلى غير رجعة، هي لا تقدم طعام يومٍ واحد إلى محتاج، ولا مالاً قليلاً إلى فقير، بل هي تقدم إليهم المؤهلات التي تُعينهم على تجاوز محنة الفقر والجوع، فالمبادرات تتضمن أربعة قطاعات، هي مكافحة الفقر، ونشر المعرفة، وتمكين المجتمع، وابتكار المستقبل.

المؤسسة الجديدة تستهدف دعم وتعليم 20 مليون طفل في 41 دولة، ووقاية وعلاج 30 مليون إنسانٍ من العمى وأمراض العيون حتى عام 2025، وأكثر من ذلك فهي ستعمل على استثمار ملياري درهم في إنشاء مراكز الأبحاث الطبية والمستشفيات في المنطقة، و500 مليون درهم لأبحاث المياه، هي ستدعم وتُمكّن مليوني أُسرة في المنطقة حتى عام 2025، وسترعى 50 ألفاً من رواد الأعمال لتوفير نصف مليون فرصة عمل، كما ستعمل على رعاية ودعم واحتضان 5000 مبتكر وباحث، واستثمار 5.5 مليارات درهم في حاضنات الابتكار.

محمد بن راشد لم يترك مجالاً فيه خير للإنسانية والبشرية لم يطرقه من خلال مؤسسة مبادراته العالمية، ولم يترك مجالاً لتطوير البشر ورفع مستوياتهم ومؤهلاتهم لمواجهة صعوبات الحياة إلا ودخله من خلال هذه المؤسسة، حتى إنه استثمر 600 مليون درهم من أجل نشر ثقافة التسامح خلال العشر سنوات المقبلة، وهذا ما يحتاج إليه البشر وبشدة في هذا الوقت، ومن هنا يتبين لنا حجم المهام الكبيرة التي تقع على عاتق هذه المؤسسة الجديدة، فهي فريدة وغير مسبوقة في النهج الذي قامت عليه، وهي غير مسبوقة في الأهداف والقطاعات التي تدعمها، وهي غير مسبوقة في الفكر الراقي المتميز الذي يؤمن به رئيسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

محمد بن راشد لم يفعل ذلك طمعاً في كلمات المدح والثناء من الناس، لكنه فعل ذلك من منطلق مسؤوليته تجاه الإنسانية والبشرية، فالعظماء هم من يفكرون في صالح البشرية بشكل عام، وهم من يملكون هذه الرؤية الشاملة والأُفق الواسع.

محمد بن راشد لا يريد من الناس ثناءً، كما قال في كلمته، لكنه يطمح فقط إلى «رضا الخالق ودعوات المخلوقين»، عمله خالص لله وللبشرية وللإنسان أينما كان، وما عدا ذلك فلا حاجة له به.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة