السموحة

كل عام وأنت بخير «حبيبتي»

أحمد أبو الشايب

تمضي بنا الأيام والليالي، ويأخذنا الزمن بمركبة فائقة السرعة، نعيش الحاضر وندقق تفاصيله، لنواكب تسارع عجلة الحياة، ولن نجلس متفرجين تاركين غيرنا يستدعي خطط الماضي ويتلذذ بالحاضر، ويدنو بعزم ومرح نحو المستقبل.

نفتخر اليوم كعاملين في «الصحيفة» بثقة وحجم القراء، الذين تجاوزوا التوقعات.

في دبي لا مجال للتثاؤب، عجلة الإنجاز تسير أسرع من أي مكان آخر في العالم، وهكذا كانت تجربة «الإمارات اليوم»، التي مرت علينا السنوات العشر الأولى فيها كأنها «لمحة بصر»، نعم كانت الانطلاقة يوم 19 سبتمبر 2005، ومازلت أتذكر كامل التفاصيل التي تمحورت حول مبدأ «الحجم الصغير والتأثير الكبير»، وكان هنالك إعلان يملأ الشوارع، ومحطات التلفاز، تظهر فيه الصحيفة تصدر صوتاً قوياً واهتزازاً بعد اصطدامها بسطح خشبي.

أتذكر أيضاً عندما طلب منا رئيس التحرير الزميل سامي الريامي البدء بتنفيذ أعداد الصفر التجريبية، بطريقة حقيقية 100% قبل أيام عدة من الإصدار، عندها أجريت اتصالاً مع شخصية رياضية في أحد الأندية، لآخذ تصريحاً منه حول استعداد ناديه، إلا أنه رفض الحديث مع صحيفة لا يعرفها.

نعم كان هذا أحد التحديات التي واجهتها الصحيفة، وتواجهها كل مؤسسة إعلامية حديثة العهد، لكن «الإمارات اليوم» تغلبت عليها في وقت قياسي، وتصاعدي سريع، حتى أصبحت اسماً و«براند» تتنافس عليه كبرى الشركات التجارية للإعلان على صفحاتها، كما نفتخر اليوم كعاملين في «الصحيفة»، بثقة وحجم القراء الذين تجاوزوا التوقعات بالنظر إلى الفترة الزمنية، ما وضعنا في المراتب الأولى على صعيد الإمارات والخليج والعرب.

وفي الرياضة، التي هي جزء لا يتجزأ من الصحيفة، وتحظى بدعم خاص من مجلس تحرير الصحيفة، لإيمانهم بأهمية الرياضة ومدى تأثيرها في المجتمع، كانت لنا تجربتنا في التوغل في الوسط الرياضي والإعلام الرياضي، ومن الجميل أننا واكبنا خلال السنوات العشر الطفرة في كرة القدم الإماراتية، التي تركزت من 2005 حتى 2015.

بعد صدور «الإمارات اليوم» بعامين، احتفلنا بحصول منتخب الإمارات الأول لكرة القدم على أول لقب في تاريخه، بعد تتويجه بكأس الخليج التي احتضنتها العاصمة أبوظبي، وبعدها بعام دخلنا عصر الاحتراف، وتوالت الإنجازات التي تتحقق لأول مرة، إذ حصدنا كأس آسيا للشباب 2008، وشاركنا في كأس العالم للشباب 2009 في مصر، وحصدنا فضية دورة ألعاب آسيا 2010، وتأهلنا لأولمبياد لندن 2012.

وفي عام 2013، نال المنتخب لقب «خليجي 21» في البحرين للمرة الثانية في التاريخ والأولى خارج الأرض، وبسواعد إماراتية خالصة، بعد أن لفت مدربنا القدير مهدي علي الأنظار، وحصد اللقب بالعلامة الكاملة دون خسارة أو تعادل، وهذا العام أصبحنا الثالث على آسيا، وننتظر تحقيق حلم التأهل لكأس العالم 2018، إن شاء الله.

وإلى جانب ذلك، كانت هنالك إنجازات لا تعد ولا تحصى، انعكست على بروز نجوم في كرة القدم على مستوى آسيا والعالم، كما تطور عمل المنظومة الرياضية من الجوانب الإدارية والفنية والقانونية، وننتظر المزيد من البرامج الرياضية الواعدة نحو العالمية.

في مثل هذا الوقت من كل عام نشعل «شمعة» جديدة، في رحلة الالتزام بالمهنية والموضوعية والحيادية، ونقول لقراء الرياضة كل عام وأنتم بخير أحبائي، وإلى «الإمارات اليوم» كل عام وأنت بخير «حبيبتي».

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر