لا ذوق ولا أدب

لا ذوق ولا أدب ولا حياء ولا احترام لمشاعر البشر في الملبس والتصرفات، كل ذلك صار تحت بند: دعوا الخلق للخالق والحرية شخصية، ومظاهر «الشو» والشهرة، ونحن «كيفنا لا ضرينا ولا غلطنا على حد».

إعلاميات «النص كم» يعتقدن أن أي تذمر وانتقاد يأتي من باب الحسد والغيرة من الشهرة.

مواطنة حضرت عرض أزياء أقيم في بداية الأسبوع الماضي، بدأ الحفل بأغانٍ وموسيقى، فتضايقت المواطنة لأن الدولة كانت في حداد عام، فتوجهت إلى الإعلامية المواطنة التي تحمل درجة الدكتوراه وفي الوقت نفسه مسؤولة عن الحفل، لتطلب منها مراعاة حالة الحزن التي خيمت على الجميع في تلك الفترة.

جاء الرد صاعقاً بطريقة تعبّر عن عدم الاكتراث من جانبها قائلة: «شو بدك أعمل»، ثم انصرفت عنها لتكمل ضحكاتها وتوزع الابتسامات هنا وهناك بلا أدنى أحساس، مع أنها في برامجها التلفزيونية تغرقنا بعبارات الوطن والمواطن، وغيرها.

مشهد آخر أثار الاستياء لدى شريحة كبيرة من المواطنين والمواطنات بطلاته كالعادة إعلاميات الدلع والتصوير، إذ لا تكون هناك مناسبة إلا وتجدهن متواجدات للتصوير والاستعراض.

عندما تكون المناسبة حفل تصوير وعرض أزياء وحفلات خاصة، فلا يحق لأي أحد منا الحديث من باب الحرية الشخصية، إنما المشكلة أنهن لا يفرقن بين مناسبة حزينة وأخرى للخبايل، وليس هناك أدنى مراعاة لمشاعر أهالي الشهداء، وحتى المواطن العادي يرى تلك الصور التي لا تختلف عما يحدث في مكسار الحريم «زهبة العروس»، فيمتلئ قلبه غيظاً وغضباً.

إعلاميات «النص كم» يعتقدن أن أي تذمر وانتقاد يأتي من باب الحسد والغيرة من الشهرة، ومشكلة البعض أنهن غارقات في الوهم، يرين في أنفسهن المثال الذي يجب الاحتذاء به، والصورة المشرفة للمرأة الإماراتية، مع أنّ جلّ إنجازاتهن المبهرة تتمثل في كيفية صبغ الوجه وأحدث صرعات الموضة والدلع المقزز الذي لا تقوم به طفلة صغيرة.

لنتعلم أن نكون أكثر رقياً وتحضراً في مختلف المناسبات، مناسبات الحزن لها آداب تختلف عن أي مناسبة أخرى، ومن لا يعرف ذلك فعليه أن يسأل كي لا يظهر بموقف «بايخ» وسخيف.

ختاماً وبكل صراحة وعلى ضوء ما أراه وأسمع عنه لا أستبعد أن أدخل مناسبة عزاء لأجد أحدهم يواسي أهل المتوفى مرتدياً الشورت القصير، حينها سأكون أمام خيارين، إما أني سأضرب رأسي في أقرب جدار، وإما سأجد نفسي في مركز الشرطة بتهمة الاعتداء على شخص بالخيزرانة!

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة