السموحة

النصر الذي تحبون

أحمد أبو الشايب

لو توج الأهلي باللقب، لاندرجت الأمور تحت خانة «ضمن التوقعات»، ولما شاهدنا هذه الفرحة الكبيرة والعارمة التي عمت استاد هزاع بن زايد وتواصلت حتى دبي لتكتمل في استاد آل مكتوم، حيث اشعل النصراوية الأضواء الكاشفة، وأعلنوا الأفراح و«الليالي الملاح» بعد 26 عاماً من غيابهم عن لقب بطولة كبيرة بهذا الحجم.

ألقى كانغ يون «حممه البركانية» على جمهور الأهلي بتسجيله هدفاً عن طريق الخطأ.


هذا السيناريو الذي قلب التوقعات أدى إلى ذرف دموع الجمهور.

كل المؤشرات والتحليلات كانت تصب في مصلحة الأهلي، حتى إننا في «الإمارات اليوم» وضعنا استفتاء على الموقع الإلكتروني، أظهر أن نحو 60% من المشاركين يتوقعون فوز الأهلي، وتبريراتهم منطقية لما يملكه «الفرسان» من نجوم بارزين، خصوصاً المحترف البرازيلي ريبيرو الذي بات يرتقي بمستواه من مباراة إلى أخرى، ويتوقع له الصعود إلى المرتبة الأولى من النجومية في دوري الخليج العربي الموسم المقبل، فضلاً عن خيمينيز، والنمر أحمد خليل والحارس ماجد ناصر وإسماعيل الحمادي.

وفي آخر شهرين، اتخذ الأهلي وضعية الصعود في الأداء الفني، ليعوض فترة التراجع التي عاشها بداية الموسم، وأدت إلى فقدانه لقب الدوري، لكنه انتفض من جديد وتفوق على غريمه العين في السوبر وأقصاه من دوري أبطال آسيا، ليكتب بداية جديدة أعادت إلى جماهيره الأمل وأعطتهم الثقة بالفوز قبل ذهابهم إلى استاد هزاع لمشاهدة نهائي أغلى الكؤوس ليلة الأربعاء.

للوهلة الأولى، اعتقد الجميع أن الأمور تسير ضمن التوقعات في نهائي الكأسأ بعدما تقدم الأهلي بكرة رأسية لأحمد خليل في الدقيقة 35، قبل أن تحدث الصاعقة عندما ألقى الكوري الجنوبي كانغ يون «حممه البركانية» على جمهور الأهلي بتسجيله هدفاً عن طريق الخطأ أثناء محاولته التصدي لتسديدة أحمد إبراهيم، ثم يبدأ النصر بالاستفادة من عامل لياقته البدينة، الذي ساعده هذا الموسم في حسم العديد من المباريات القوية في اللحظات الأخيرة.

ركلات الترجيح التي لعبها النصر لم تكن بمثابة ضربات الحظ، بعد أن شاهدنا لاعبي الأهلي بلا تركيز، خصوصاً في الركلة الأولى التي نفذها أسامة السعيدي، وتبعتها حالة من الإرباك من خيمينيز وصنقور رغم تألقهما في المباراة، بينما النصراويون الأجانب الثلاثة سددوا بثبات فأصابوا المرمى بنسبة 100%، كدليل على الجاهزية وطول النفس في المنافسة.

هذا السيناريو الذي قلب التوقعات، أدى إلى ذرف دموع الجمهور الذي شعر في لحظة من اللحظات بأن اليأس من تحقيق بطولة كبيرة، الذي عاشوه في السنوات الماضية، كان مجرد «وهم»، وأن هذا النادي بقيادته الحالية، يستحق منهم كل الثقة والحب والدعم والتضحية من أجله.

النصر الذي تحبون، الفريق الوحيد الذي فاز على جميع أبطال الموسم في كأس رئيس الدولة، حيث هزم العين بطل الدوري في ربع النهائي، والشباب بطل الخليج في نصف النهائي والأهلي بطل السوبر وممثل الإمارات في دوري أبطال آسيا في النهائي.

هنيئاً للنصراوية «الكأس الغالية»، ومصافحتهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في الملعب، ولحظة استقبالهم أمس.. نراكم في الموسم المقبل.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر