5 دقائق

سالم الدهماني..

د.سعيد المظلوم

«تكون الحياة سعيدة عندما تبدأ بالحب وتنتهي بالطموح»، بليز باسكال.

من حسن حظ المرء أن يكون حوله أصدقاء يروونَ له قصص نجاح للآخرين، فعندما كتبتُ قصة عبدالرحمن شرف، الذي كان شرطياً فأصبح دكتوراً برتبة مقدم، لم أكنْ أعرفُ قصته إلا من خلال زميل آخر، علماً بأنه زميل لي وشريك في أكثر من فريق، ومَثَلُه مثَلُ بطل مقال اليوم، لذا شكراً د.عبدالرحمن المعيني وشكراً فهد السعدي.

من حسن حظ المرء أن يكون حوله أصدقاء يروونَ له قصص نجاح للآخرين.

يقول سالم: تزوج والدي في عام 1968، ثم هاجر مع والدتي إلى قطر طلباً للرزق، وهناك وُلِدتُ، وسرعان ما حدث الانفصال بينهما، فعاد والدي إلى الإمارات، وبقيتُ في قطر مع والدتي التي تزوجت من جديد. بعد الانفصال عشتُ حياة صعبة، لكنني كنت متفوقاً، لا أتنازل عن المركز الأول، حتى حصلت على الشهادة الإعدادية، وبعدها تركتُ الدراسة، ليس لأنني مهمل أو كسول، بل لأنّ الظروف المادية والبيئة من حولي كانت محفزة لترك الدراسة والبدء في العمل «عندما أعود إلى الماضي أعتبر هذه اللحظة نقطة سوداء في حياتي»، وهكذا التحقت بالجيش القطري وأنا في عمر السادسة عشرة، وبدأ الإحساسُ بالغربة ينتابني ولمّا تمضِ هناك سنة ونصف السنة، فقررت الرجوع إلى وطني والعيش مع والدي في الإمارات، وهنا التحقتُ أيضاً بالقوات المسلحة برتبة جندي أول. حاولت خلال هذه الفترة أن أكمل دراستي، إلا أنني اصطدمت بأمرين، الأول: عدم قبول شهادتي، والثاني: عدم تمكني من الدراسة صباحاً بحكم عملي، لكن في عام 95 حدث لي موقف طريف، حيث كنت جالساً في مكتبي وإذا بالهاتف يرن، وأخت زميل لي في العمل تسأل عنه، وقد عرّفت بنفسها بأنها موظفة في وزارة التربية والتعليم، فاقتنصت الفرصة وشرحت لها قصة الرفض، لتبشرني بأن القوانين قد تغيرت، وصار باستطاعتي استكمال الدراسة، فسجلت مباشرة بالأول الثانوي «مسائي» وأنا ابن السادسة والعشرين، وتخرجت في الثانوية العامة بنسبة 79%، على الرغم من التوقف في محطات عدة، بسبب ظروف العمل. وفور حصولي على الشهادة الثانوية التحقتُ بكلية التقنية العليا بدبي «إدارة أعمال»، علماً بأنني كنتُ أكبر الطلبة سناً، وأنّ مقر عملي كان في أبوظبي، واستكملت برنامج البكالوريوس، وتخرجت بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.

هنا قدّم سالم استقالته ليلتحق بشركات ماجد الفطيم مديراً للعقود، ولم تمضِ ستة أشهر حتى أتته ترقية استثنائية، ليصبح نائباً للمدير العام في سكي دبي، وظلّ في هذا المنصب لمدة عام ونصف العام، ليُرقى مرة أخرى مديراً عاماً لمنطقة الألعاب في مردف سيتي سنتر، وها هو اليوم مديراً للعلاقات الحكومية في الشركة نفسها.

يختم سالم: العلم غيّر حياتي، فأنا اليوم ــ بعون الله ــ أفضل ثقافةً، ولغةً، ومستوى، وكلما عادت بي الذكرى إلى هذه الرحلة أشكر الله وأثني على زوجتي، التي وقفت معي، وكانت خير مُعين لي على ترجمة هذا الطموح إلى نجاح في أرض الواقع.

madhloom@hotmail.com

@Saeed_AlSuwaidi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر