5 دقائق

«انعزمت فاندعمت»!

د.سعيد المظلوم

«في البداية سنكون الأفضل، وبعدها سنكون الأوّل». «غرانت تينكر».

يوم الخميس الماضي (7/5/2015)، كان بالنسبة لي ولأسرتي يوماً جميلاً، دُعينا فيه لحضور مناقشة رسالة الماجستير لخالة أبنائي، وهو يوم انتظرَته بفارغ الصبر، لتحَقّق هدفاً عزيزاً، على الرغم من صعوبة المهمة لأمّ وموظفة وطالبة في آنٍ معاً، مبارك (أمَّ عامر)، فقد كنتِ متميزة، والعقبى للدكتوراه.

«إن رأيتم إعوجاجاً في نظام الشكاوى في مؤسستكم فقوّموه بزيارة وزارة الداخلية».

لكن ما نغّص الفرحة علينا أنني بمجرد وصولي إلى بوابة المدينة الجامعية في الشارقة، توقفت لأسأل رجل الأمن عن المبنى الذي ستقام فيه المناقشة، ولم تمضِ سوى ثوانٍ حتّى شعرتُ بصدمة قوية من الخلف بسيارة تقودها فتاة! وهنا.. بادرَ رجل الأمن طالباً مني تقديم الوثائق المطلوبة، والمسارعة إلى حضور المناقشة، على أن أتسلّم تقرير الحادث أثناء المغادرة.

بعدها بساعتين تقريباً تلقيتُ اتصالاً من المركز المختص في المدينة الجامعية، يطلب مني العودة لتصحيح خطأ في التقرير، فقلت له: أنا في طريقي إلى العاصمة، لزيارة معرض الكتاب، وسآتيكم ــ بإذن الله ــ يوم السبت المقبل، والذي حدث يوم السبت، أنّ موظفاً بديلاً رفض التعديل، وطلب مني العودة مرة أخرى بعد الساعة العاشرة ليلاً، ليقوم محرر الحادث نفسه بالتعديل! فطلبت منه الاتصال هاتفياً بالموظف، الذي خطط الحادث للتأكّد، لكنّه لم يردّ.. لا أخفيكم أنني انزعجت من هذا التصرف.

وبما أنني أعشق التعامل الإيجابي بما يشتمل عليه من تبسيط وتيسير للإجراءات، وأمقت التعقيد والسلبية، فقد وجدتُ فيما حصل فرصة ذهبية لابد أن أستغلها، ذهبتُ مباشرة إلى الموظف وطلبت منه ورقة لأرفع شكوى للمسؤولين عندهم، فأرشدني إلى الحاسوب المخصّص لتدوين الشكاوى، فلاحظت سهولة ويُسراً وهذا مهم، لكن الأهم هو مدى شفافية القائمين على النظام، وهنا الامتحان!

لا أكتمكم سراً أنني تلقيت اتصالاً من الموظف الذي حرر محضر الحادث (الساعة العاشرة مساءً)، يعتذر ويعترف بأنه أخطأ، لأنه لم يترك ملاحظة للفئة التي بعده لتقوم بالتعديل. وفي صباح اليوم التالي (الأحد) تلقيت اتصالاً من القيادة العامة لشرطة الشارقة، تعتذر ــ أيضاً ــ عن هذا التصرف، وتؤكد وصول الشكوى، وأنها في طور التحقيق، ويوم الاثنين، تلقيت اتصالاً آخر من ضابط في المركز، يعتذر ويوضّح، كل ذلك في أقل من 48 ساعة!

ألا يحقُّ لي أن أقول: إنهم نجحوا في الاختبار بامتياز؟ أترك للقارئ الجواب!

لكنْ «نصيحة»: إن رأيتم إعوجاجاً في نظام الشكاوى في مؤسستكم فقوّموه بزيارة وزارة الداخلية!

في النهاية: شكراً أيها الشرطي (محمد غلام) الذي أخطأ واعتذر.

madhloom@hotmail.com

@Saeed_AlSuwaidi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر