السموحة

الكل يريد الريال والبرشا.. ولكن

أحمد أبو الشايب

كل من يحب كرة قدم، برشلونياً كان أم مدريدياً، يتمنى أن تؤول نتائج الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا لمصلحة الغريمين التقليديين، لمشاهدتهما يلعبان في «النهائي الحلم» لأول مرة في التاريخ، في مباراة أعتقد أنها ستكون الحدث الأبرز في العالم، وستتفوق على نهائي المونديال.

كل عام ينتظر عشاق الناديين هذه الفرصة، ويبدآن في حساب حظوظ الفريقين في الوصول إلى النهائي منذ الدور الأول، لكن أحلامهم تنتهي غالباً عند سحب قرعة الأدوار الإقصائية، التي غالباً ما تسفر عن التقاء الفريقين في نصف النهائي، كما حدث في 2011 عندما تواجه البرشا مع النادي الملكي ليتأهل البرشا ويحرز اللقب بالفوز على مانشستر يونايتد، أو أحياناً كان يفشل أحدهما في مواصلة الصراع حتى آخر رمق، مثلما حدث مع أبناء كاتالونيا الموسم الماضي بخروجهم على يد أتلتيكو مدريد في ربع النهائي، تاركين «كعكة» النهائي للأبيض الذي نال اللقب على حساب «الأبيض والأحمر».

هل الفريقان الإسبانيان مؤهلان لاجتياز قوة «السيدة العجوز» الدفاعية وحنكة غوارديولا مع البايرن؟

الآن بعد أن هيأت القرعة الأجواء لحدوث اللقاء المنتظر، أو كما سمته صحيفة «ماركا» الإسبانية، بـ«أم النهائيات»، حيث وقع برشلونة في مواجهة بايرن ميونيخ، وريال مدريد أمام يوفينتوس، هل الفريقان مؤهلان لاجتياز عقبة «السيدة العجوز» صاحب الأسلوب الدفاعي المعروف، أو الفريق الألماني بقيادة الخبير غوارديولا؟

أجد أن مشجعي البايرن ويوفينتوس رغم قلتهم في الوطن العربي، متحمسون لهزيمة أكثر ناديين شعبية في العالم، إذ يعتقد جمهور الفريق الالماني أنهم الأفضل حالياً على الساحة في العالم، لضمهم معظم النجوم المتوجين مع «المانشافت» بكأس العالم، على رأسهم الحارس نوير، ومولر ولام وغوتزه وشفاينشتايغر، كما أصبحوا مرتاحين من الضغوط بعد حسمهم لقب الدوري، فضلاً عن قيادة مدربهم غوارديولا الخبير في الشؤون «البرشلونية»، الذي تفوق عليهم في 2013 بسباعية، (رباعية ذهاباً وثلاثية إياباً).

أما يوفينتوس، بطل الدوري الإيطالي، فلديه قوة «الكاليتشو» الدفاعية، إذ لم تستقبل شباكه هذا الموسم إلا 17 هدفاً في الدوري فقط، مقابل تسجيله 60 هدفاً، ونجومه، خصوصاً القائد بيرلو، متعطشون للعب في نهائي أوروبا والصعود الى منصات التتويج الغائبين عنها نحو 20 عاماً.

لكن مهما كانت المعطيات فإن الفريقين الإسبانيين هما أيضاً من فئة الكبار، ومعتادان على مواجهة أقسى الظروف مع الكبار والمرشحين، ومهما تعثر الريال وابتعد فإنه يعود في لحظات ويقلب النتائج، كما فعلها مع أتلتيكو في ربع النهائي بعد تسجيل تشيتشاريتو هدف الفوز في الدقيقة 88، ليعلن عن نفسه كنجم جديد في سماء الأبطال.

كما أن البرشا اليوم بوجود الثلاثي «ميسي ونيمار وسواريز»، ليس شبيهاً بالذي لعب أمام البايرن في 2013، عندما كان يعيش حالة التراجع والانتكاس التي لازمته برحيل غوارديولا.

الاحتمالات مفتوحة في المباريات الأربع التي تبدأ «ذهاباً» الثلاثاء والأربعاء المقبلين، والفوز حق مشروع للأندية الأربعة، لكن النهائي الأجمل يبقى حلماً يراود عشاق الكرة، والاتحاد الأوروبي أيضاً الباحث عن نجاح مسابقاته.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر