السموحة

ريال مدريد المرتاح.. وبرشلونة المرهق

أحمد أبو الشايب

من النادر جداً أن تلمس التفاؤل بالفوز حاضراً بقوة في نفوس جمهور برشلونة وريال مدريد، قبل أي مباراة تجمع الفريقين، لكن في الكلاسيكو المنتظر منتصف ليل الأحد المقبل، على ملعب «كامب نو»، ضمن الأسبوع 28 من الدوري الإسباني، هنالك حالة غريبة من «الرضا العام» تسود جماهير أكثر ناديين شعبية في العالم، ويتحدث كل طرف منهما بأن الأمر محسوم بالنسبة له، والنتيجة باتت في «الجيب»، مع وجود بعض المتشائمين أو المتحفظين الذين يفضّلون توقّع النتيجة بطريقة «دبلوماسية»، رغم تمنياتهم أن يظهر عنصر «المفاجأة» لمصلحة فريقه.

«عشاق الفريق الملكي حجتهم أن حسابات (الكلاسيكو) مختلفة».

«يعتقد عشاق البرشا أن دافع فريقهم أقوى للفوز، كونه متصدر ترتيب الدوري».

ويعتقد عشاق البرشا أن دافع فريقهم أقوى للفوز، كونه متصدر ترتيب الدوري بفارق نقطة، ويتمتع بأفضلية الأرض، ويعيش أزهى أيامه منذ دقت الساعة بدء العام الجديد 2015، وسجل سلسلة من الانتصارات بتألق ثلاثي الهجوم، ميسي ونيمار وسواريز، فضلاً عن تراجع الأخطاء الدفاعية التي ظهرت في بداية الموسم، فيما يعتقدون أيضاً أن الريال يعاني تراجع نجمه الأول كريستيانو رونالدو، مع عدم وجود حلول هجومية لدى المدرب أنشيلوتي، فضلاً عن الضغط الذي سيعيشه الفريق سعياً وراء استرجاع الصدارة.

أما عشاق الفريق الملكي فحجتهم أن حسابات «الكلاسيكو» مختلفة، وسيدخلها فريقهم بتركيز أكبر من برشلونة، كونه حصل على قسط وافٍ من الراحة، بينما سيعاني برشلونة من الضغط بعد أداء مباراة مانشستر سيتي في دوري الأبطال الليلة الماضية، وستشكل عودة راموس ومودريتش عامل قوة إضافياً، خصوصاً بعد أدائهما المتميز في آخر مباراة للريال التي فاز بها على ليفانتي بهدفي غارث بيل الذي أسكت كل الألسن ومنتقديه، أخيراً، وجعلته يفكر في الرحيل والعودة إلى الدوري الإنجليزي.

جميل أن نرى هذه الرغبة في الفوز في نفوس الجمهور، ما يعطي «الكلاسيكو» قوة ومتعة إضافيتين، ويزيد من نسبة المشاهدة للمباراة الأجمل على وجه الكرة الأرضية، خصوصاً أن الفريقين يلتقيان في ظروف غاية في الإثارة، وأي نتيجة لمصلحة البرشا أو الريال، أو التعادل، ستعني شيئاً مهماً في مشوار المنافسة على لقب الدوري، كما ستدوّن تاريخاً جديداً في سجل لقاءات الفريقين.

أعتقد أن مؤثرات مباريات «الكلاسيكو» كثيرة ولها حسابات خاصة، لكن يبقى العامل الأبرز هو «أيام الراحة» التي تسبق أي مباراة في كرة القدم، وهي مهمة جداً، لأن اللاعبين بحاجة إلى ما يسمى بالاستشفاء من الجهد والتعب اللذين لحقا بهم خلال المباراة، وهذا يتطلب الراحة 72 ساعة حتى تستعيد العضلات عافيتها، ويعيد الجسم نفسه إلى الوضع الطبيعي، ثم تبدأ التهيئة للمباراة المقبلة، وبرشلونة لديه أربعة أيام فقط محسوبة بالدقيقة، فيما يرتاح الريال منذ أسبوع.. لكن هنالك من الخبراء من يقول إن ضغط المباريات لا يؤثر في الفرق الكبيرة التي بإمكانها اللعب كل ثلاثة أيام، خصوصاً إذا توافرت لديها العناصر البديلة في المراكز المهمة.

استمتعوا بالأداء.. وأراكم بعد الكلاسيكو.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر