السموحة

الإمارات تفوّقت.. وإيران كانت تعلم

أحمد أبو الشايب

إيران كانت تعلم مسبقاً بأن الإمارات ستتفوق عليها باستضافة كأس أمم آسيا 2019، لأن ملفنا كان الأفضل في كل شيء، ابتداءً من السمعة الدولية الجيدة، والأمن والرخاء، والموقع الجغرافي الذي يربط الشرق بالغرب، والمواصلات والاقامة والملاعب، والبنية التحتية المتطورة، وغير هذا كله، تمتع الإمارات بتنوع سكاني لا مثيل له، ما يوفر فرصاً كبيرة لحضور جماهيري قياسي للبطولة.

في العاصمة البحرينية المنامة التي أعلنت فوز الإمارات، مساء الإثنين الماضي، للمرة الثانية في التاريخ بعد 1996، لم نشاهد أي وفد إيراني يتابع اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، أو يترقب مصير ملف بلاده، وكأنهم عرفوا «المكتوب من العنوان»، كما لم نتابع أي ردة فعل أو تصريح حول هذا الموضوع.

الإمارات الآن أمام فرصة استضافة حدث مميز «يليق بها وتليق به».

الإيرانيون اعترفوا مسبقاً بتفوق الإمارات في كل شيء.

الإيرانيون اعترفوا مسبقاً بتفوق الإمارات في كل شيء، وأوردت وكالة أنباء إيرانية غير رسمية، قبل نحو شهر، أنهم مستعدون لتقبّل الخسارة، بالنظر الى قوة ملف الإمارات، فضلاً عن أن بلدهم لا يحبذ صرف الأموال، حالياً، على حدث كروي في وقت يعانون فيه أزمة مالية إثر التراجع الحاد في أسعار النفط.

ولتسمية الأشياء بمسمياتها، فإن قوة الملف الإماراتي يعود الفضل به إلى توجيهات سموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي الرئيس الفخري لاتحاد كرة القدم، وإلى لجنة الملف التي ضمت شخصيات مميزة في العمل الرياضي، برئاسة محمد بن ثعلوب الدرعي، وعضوية محمد المحمود، وحمد بن نخيرات، وناصر اليماحي، ويوسف خوري، ومحمد بن هزام الظاهري، ونوجه لهم الشكر، ولكل من كان في الوفد الإماراتي إلى المنامة، على هذا النجاح الساحق في ملف نال التأييد بإجماع أعضاء المكتب التنفيذي الآسيوي، حتى المنافسون اعترفوا به.

الإمارات الآن أمام فرصة استضافة حدث مميز «يليق بها وتليق به»، ولا يوجد في القارة الآسيوية مكان أفضل من الإمارات لاستضافة حدث كهذا نحن أهل له، وجديرون به، ومستعدون لاحتضانه من الآن. سنترقب 2019 بكل شوق، وننتظر مشاهدة 24 منتخباً لأول مرة، ما يعطي البطولة مزيداً من الزخم الجماهيري والإعلامي.

عندما استضافت الإمارات كأس آسيا لأول مرة عام 1996 سجل الحضور الجماهيري أرقاماً جيدة وصلت الى 400 ألف متفرج بمتوسط 15 ألفاً و300 متفرج لكل مباراة، وذلك بمشاركة 12 منتخباً، وهو فارق قريب من أستراليا 2015 التي سجلت 650 ألف متفرج بمعدل 20 ألفاً، وبمشاركة 16 فريقاً، علما أن الفارق الزمني بين البطولتين هو 19 عاماً.

ولا أستبعد أن تضرب بطولة 2019 في الإمارات رقم المليون متفرج، الذي لم يسجل إلا في الصين 2004، وذلك لأسباب باتت معروفة لدى الجميع من تنوع الجنسيات المقيمة، وتوافر البيئة السياحية الأفضل في العالم، خصوصاً في توقيت إقامة البطولة بفصل الشتاء، وسهولة التنقل داخلياً، وخارجياً مع ارتباط الإمارات بشبكات عالمية من النقل الجوي والمطارات الحديثة المصنفة أولى على العالم.

علينا التركيز على «ملف الجمهور»، لأنه العمود الفقري لأي بطولة، ومنه تُكتب شهادات النجاح، فإذا صلح هذا البند صلحت بقية الملفات.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر