السموحة

جيان.. ولمسة اليد العبقرية

أحمد أبو الشايب

قبل ثلاث سنوات، فاجأ العين الجمهور المحلي بالتعاقد مع الغاني أسامواه جيان، قادماً من سندرلاند الإنجليزي، في صفقة أثارت الكثير من الجدل حول جدواها، ومستواها المالي الذي تقارب مع كبار النجوم في العالم، ومدى مردودها على الفريق، وهل بإمكان هذا اللاعب أن يرسّخ اسم «نجوم غانا»، ويكون خليفة لمواطنه عبيدي بيله، ويحمل فكر وطموح وكبرياء الزعيم في مشاركاته المحلية والخارجية، ثم يملأ الفراغ الذي تركه رحيل النجم المحبوب فالديفيا؟

«الهدف بشرى للعيناوية بعودة جيان، وخروجه من الأزمة النفسية الأخيرة».

«أدت جماهير العين الواجب مع جيان، وأغدقت عليه فيضاً من الحب والمشاعر».

وكعادتها، أدت جماهير العين الواجب مع جيان، وأغدقت عليه فيضاً من الحب والمشاعر، ودعمته نفسياً ومعنوياً في كل المشاركات، ما دفعه إلى تقديم أرقى الفنون داخل المستطيل الأخضر، حتى شعر بأنه أصبح جزءاً من تراب هذا النادي، وعليه التفاني في الدفاع عن قميص البنفسج، وتبادل الحب مع الجمهور الذي بات يعرف القدرات الحقيقية للاعب، وهو يمضي حالياً موسمه الرابع.

جيان «محبوب الجماهير» واجه انتقادات عدة، بعد عودته من المشاركة مع منتخب بلاده في كأس أمم إفريقيا، نتيجة تأخره في الانضمام إلى صفوف الزعيم، بسبب الإرهاق البدني، ثم عدم ظهوره بالشكل المنتظر في مباراة الفجيرة الأولى التي خسرها العين بهدف أبوبكر سانغو، فضلاً عن عدم تسجيله في مباراة الشباب السعودي، ما أصاب الجماهير بحالة من القلق على مشوار الزعيم هذا الموسم، وهل بإمكانه مواصلة المنافسة على لقب الدوري، والقتال على أكثر من جبهة، في ظل الإصابات والغيابات التي تلاحق الفريق بين الحين والآخر، مع طموحه للوصول إلى نهائي البطولة الآسيوية؟

بصراحة، لم يكن أداء العين في مباراة نفط طهران مقنعاً، ولم يتمكن الفريق من استغلال الفرص التي سنحت له، وكان بإمكانه الخروج بنتيجة «الفوز» أمام فريق عادي، لكن ما أعجبني أن جيان شعر بذلك، بعدما عانى الضغط النفسي، لفشله في التسجيل في أكثر من محاولة، ثم تدخلت خبرة هذا اللاعب الغاني بعبقريته الكروية لحسم النتيجة، وكسب نقطة التعادل كـ«أضعف الإيمان»، بعدما سدد الكرة داخل منطقة الجزاء بدهاء كروي في يد المدافع، ليحصل على ركلة جزاء، سددها بنفسه في شباك الفريق الإيراني، ليعود العين بنقطة إيجابية.

جيان من طينة اللاعبين الكبار، الذين إذا «مرضت» مهاراتهم في لحظات معينة، فلا يعني ذلك أن أداءهم سيموت، ومهما تراجع مستواه في مباراة أو مباراتين، يعود ويعطي ردة فعل أقوى، ويحسم المباريات في المواقف الصعبة.

أعتقد أن هذا الهدف بشرى للعيناوية بعودة جيان، وخروجه من الأزمة النفسية الأخيرة، لكنْ أمام النجم الغاني اختبار أقوى في مواجهة ميركو فوزينيتش، نجم الجزيرة، خلال لقاء القمة المرتقب الأحد المقبل، في أقوى مباريات دوري الخليج العربي لهذا الموسم.

قمة «العين المتصدر والجزيرة الثاني» لا مجال فيها للأخطاء، وبالتأكيد سيكون الفائز بها بطلاً للدوري من الناحية المنطقية لا الحسابية، التي تفرض علينا الانتظار حتى آخر لحظة، وتعطي الحق للجميع في قول كلمته.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر