السموحة

تفكيرهم.. وتفكيرنا

أحمد أبو الشايب

تداولت أوروبا على نطاق واسع، أخيراً، خبر بيع حقوق بث مباريات الدوري الإنجليزي لشركتي «سكاي» و«بي تي» سبورت بمبلغ «6.9 مليارات يورو أي 7.9 مليارات دولار، في حدود 29 مليار درهم» لمدة ثلاثة مواسم من 2016 حتى 2019، وهو رقم قياسي لم يصل إليه أي من أكبر الدوريات العالمية الأربعة الاخرى المتنافسة في سوق كرة القدم، وهي: «الإسباني والإيطالي والفرنسي والألماني».

رغم ضخامة المبلغ الذي يفوق أكثر من أربعة أضعاف حقوق «بوندسليغا»، وضعفي حقوق «الليغا»، وثلاثة أضعاف «الكالتشيو»، و«الليغ ون»، فإن الخبر مقبول ومعقول، ويسير ضمن منطق التطور الطبيعي والتدريجي لكرة القدم، التي باتت في السنوات العشر الأخيرة تضرب أرقاماً فلكية في حقوق البث والرعاية والتعاقدات، وسيأتي يوم يصبح فيه عقد 100 مليون يورو رقماً عادياً للاعبين ليسوا من النجوم، بل من الصف الثاني.

«يتوقع الألمان أن تسهم هذه الأموال في شراء جميع نجوم الكرة، ونقلهم بالجملة إلى الأراضي الإنجليزية».


«الألمان، في اجتماعاتهم، توصلوا إلى أن مشكلتهم في عدم جذب أرقام رعاية كبيرة، تكمن في توقيت إقامة المباريات».

لكن ما يلفت الانتباه بالخبر ردة الفعل التي خرجت من ألمانيا، التي عقدت اجتماعات طارئة على صعيدي اتحاد الكرة ولجنة دوري المحترفين، لبحث خطورة هذا العقد على الكرة الألمانية، على اعتبار أن هذه الأموال ستعود بالفائدة على الأندية الإنجليزية، وتسهم في تطورها بشكل يفوق أضعاف باقي الدوريات المحيطة، ما يعني أن «البريمرليغ» سيسحب البساط من تحت الجميع، وسيصبح البطولة الأهم والرقم «واحد» في العالم في السنوات المقبلة، وسيختفي شيء اسمه كلاسيكو «الكرة الأرضية» بين «الريال والبرشا»، وسيصبح هنالك كلاسيكو جديد يجذب الجماهير من شتى أقطاب الارض، وربما يكون المانشستران (سيتي ويونايتد)، أو يكون تشلسي طرفاً أو ليفربول وأرسنال.

يتوقع الألمان أن تسهم هذه الأموال في شراء جميع نجوم الكرة العالميين، ونقلهم بالجملة إلى الأراضي الإنجليزية، بعد أن تصبح أنديتهم قادرة على الدفع بسخاء من ميزانيتها، لأن فريقاً مثل كارديف سيتي الهابط إلى الدرجة الأدنى حصل على حقوق بث بمقدار 34.6 مليون يورو، وهو رقم يفوق ما حصل عليه بايرن ميونيخ حامل لقب الدوري الألماني، وإذا استمرت هذه الحال، وتعززت موازنات أندية «البريمرليغ»، فسيكون مستقبل الالمان وباقي الدوريات في خبر كان.

الألمان، في اجتماعاتهم، توصلوا إلى أن مشكلتهم في عدم جذب أرقام رعاية كبيرة، تكمن في توقيت إقامة المباريات، الذي يبدأ أغلبها الساعة 3.30 عصراً، بما يتناسب مع الجمهور الألماني الذي يعد الأعلى في أوروبا بنسبة الحضور إلى الملاعب، واقترحت تغيير المواعيد لتصبح مشابهة للدوريين الانجليزي والاسباني، وتراعي الإقبال الجماهيري العالمي، مع امتصاص غضب الجمهور المحلي، الذي عليه تفهّم اتخاذ مثل هذه الخطوات لما يصب في مصلحة الكرة الالمانية.

إنهم ياسيدي، يعقدون اجتماعات طارئة، وورش عمل، ويستمعون إلى المقترحات، ويفكرون ويناقشون، توقيت المباريات ويعتبرونه أمراً مهماً يدرّ المليارات، أو بمثابة «حياة أو موت»، ونحن التوقيت لدينا لا يراعي حتى رغبة الجمهور في حضور المباريات والانصراف مبكراً إلى المنزل.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر