وليش أَذِل عمري!

«واللهُ في عون العبد ما كان العبدُ في عون أخيه» محمد صلى الله عليه وسلم.

في الساعة التاسعة صباحاً، يتصل سكرتير المدير مع جميع المساعدين مبَلّغاً، لحضور اجتماع طارئ، وخلال دقائق يوجدون في غرفة الاجتماعات، وبعد لحظات يدخل المدير فتكون أولى النقاط المطروحة على طاولة الاجتماع، تذمره من «عدم التعاون» بين الموظفين!

فهل يحدث هذا في المؤسسات الناجحة؟ بطبيعة الحال «نعم» ولأسباب عدة، منها: النظر إلى التعاون على أنه نوع من الدين الثقيل الواجب سداده، أو أنه يحمل في طياته شيئاً من الذل، وربّما قال بعضهم: «وليش أذل عمري؟ أنا بدبرها!» لكنه لا يفعل شيئاً، فيُخْفِق! وآخرون يخافون من نظرة الآخر إليهم بأنهم «لا يفقهون» في عملهم شيئاً!

«واين بيكر» يؤمن بأن طلب المساعدة من الآخر «فن» وضروري، لهذا يقترح الخطوات الخمس الآتية:

أولاً: كن إيجابياً مبادراً بلا تكلف وساعد الناس واجعل المساعدة عادة، واكتسب سمعة طيبة بأنك موظف «متعاون» وناقل للمعارف والخبرات، وبكل تأكيد ستجد نتائجها وقت الحاجة، ولا تكنْ سلبياً كسولاً مثبّطاً للهمم، فالموظف «الوغد» ربما وجدَ تعاوناً ولكن من «وراء القلب»!

ثانياً: الكثيرون بحاجة إلى المساعدة ولكن لا يعرفون ما نوعها بالضبط! لذلك، ننصح بأن تسجّل مشروعك على ورقة بيضاء مع تحديد أهم الأهداف، والإجراءات والأدوات المطلوبة لتنفيذه، وعندَ مَنْ؟ بذهابك إلى هذه التفاصيل ستكتشف ـ بسهولة ـ الشخصَ المناسب للتعاون والمكانَ الذي تحتاج فيه إلى المساعدة.

ثالثاً: اسأل بذكاء، وكن واضحاً في طلبك للمساعدة، حدّد المطلوب، والسبب، والإجراءات المقترحة، والزمن.

رابعاً: لا تعتقد بأنك تعلم كل شيء، وأنّ أحداً لا يستطيع مساعدتك! بل اطرح ما تريده أمام الجميع فقد تأتيك المساعدة من حيث لا تتوقع!

أخيراً: من واجبات القائد أن يخلق بيئة إيجابية مُبَيّناً أنّ «التعاون» سيعزز من العلاقات بين الموظفين، ويجعل عملية اتخاذ القرار أكثر صواباً، وبالتالي تكون النتائج أفضل.

فريق «الفزعة» ممارسة جميلة انتشرت في بعض المؤسسات، لمساعدة فرق أخرى تحتاج إلى العون المباشر. ولكي تنجح مثلُ هذه الفرق فلابُدَّ لها من قائد يحفزها، ولعلَّ الأهمَّ من ذلك حاجتُها إلى «قلوب» تحب وتبادر وتدعم.

madhloom@hotmail.com

@Saeed_AlSuwaidi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .