اكتبها وتوكل!

النجاح لا يحتاج إلى أقدام بل إلى إقدام – عبدالله المغلوث

أكادُ ألّا أصدقَ أنّ اليوم هو 15 من شهر يناير؟! حتى لكأنني بالأمس والعالم يحتفل بالعام الجديد! قبل أيام زرت طبيب الأسنان، وما إن ألقيتُ السلام حتى بادرني بالسؤال: هل سبق أنْ زرتنا من قبل؟ فقلت له: نعم يا دكتور، قبل عامين على ما أذكر، فتح ملفي ليجد أن آخر زيارة لي للعيادة كانت في 28-12-2009 أي قبل خمس سنوات بالتمام والكمال! الأيام تجري والعمر ينقضي بسرعة تدهش العقول! والسؤال المتكرر مع بداية كل عام: ما أهدافنا للعام الجديد؟ وفي المقابل هناك من يعترض منكِراً فيقول: ولماذا نضع أهدافاً؟! إنّ الحياة أبسط وأجمل من دون هذا التعقيد! ويقول آخرون: أنكتب أهدافنا أم نحفظها في عقولنا؟! ولكن السؤال الأخطر عندما يأتي بأسلوب: متى نبدأ؟

نقول: إنّ منْ يخطط يتحكم في نفسه وتزيد ثقته بذاته، ويستطيع إدارة وقته بامتياز، كما يشعر بلذة الإنجاز عند تحققه نهاية العام، خصوصاً عندما يجلس ويقيّم أهدافه، ماذا تحققَ منها وما لم يتحقق، هذه الفوائد وغيرها تدفع الإنسان إلى أن يقول لنفسه: سأبدأ اليوم قبل الغد!

ناديا جوودمان كتبت في موقع TED.com كيف نضع لنا أهدافاً؟ تحدثت في مقالتها عن أربع خطوات، الأولى: ألّا تخلو أهدافنا من العمق. وانطلاقاً من حب البشر للإنجاز، تقول: الكثيرون يحبون وضع علامة «تك» على ذهابنا إلى الصالة الرياضية اليوم، وهو أمر جميل، لكن الأجمل أن يسألوا أنفسهم لماذا نذهب؟ فالأهداف السهلة في بعض الأحيان لا تشعرنا بعمق المعنى.

أمر آخر تنصح به ناديا، هو: أن نهتمَّ بطريقة الوصول إلى الهدف أكثر من النتيجة النهائية، بمعنى، ألّا نفعلَ كما فعلتُ أنا العام الماضي إذْ وضعتُ هدفاً بأن اقرأ 12 كتاباً في السنة، لكنني لم أتمَكّن من إنجاز هدفي للأسف، ولهذا خصصت للقراءة هذا العام 20 دقيقة يومياً، هكذا أسلم وأسهل.

وتنظرُ ناديا إلى الإيجابية نظرَتَها إلى أمر سحري لا يجوز التهاون فيه، ولهذا تقول: دائماً وأبداً ضعْ هدفاً، مثل: أريد جسماً رياضياً موفور الصحة بممارسة الرياضة خمس مرات أسبوعياً، ولا تقل: هدفي ترك التدخين هذا العام!

أخيراً: استعد للفشل بذكاء، ولا تنسحب لمجرد الإخفاق، بل ابدأ من جديد فأنت «قدها وقدود»، ولهذا اكتبها وتوكل!

madhloom@hotmail.com

@Saeed_AlSuwaidi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .