السموحة

على ماذا اتفق محاضرو مؤتمر دبي الرياضي

أحمد أبو الشايب

على الرغم من أن مؤتمر دبي للاحتراف الرياضي، الذي عقد على مدى اليومين الماضيين، أقيم بشعار «نحو كرة قدم ذكية»، إلا أن حجم الفائدة والمعلومات التي طرحت، وتدفقت داخل قاعة فندق أتلاتنس، فاقت بكثير حدود العنوان، وأخذت الحاضرين بعالم من الخيال، خصوصاً عند المقارنة بما نعيشه من واقع كروي، وما بلغته أوروبا والدول المتقدمة من تطور في اللعبة الأكثر شعبية.

الاتحاد الألماني بدأ يفكر في كأس العالم 2026 و2030.. وبدأ العمل من الآن على الناشئين.

سرد المتحدثون تجاربهم، وأغدقوا علينا من علمهم وخبرتهم، كل في مجاله وحسب تخصصه، وما لفت انتباهي أن المحاضرين اختلفوا في شخصياتهم وحضورهم وطريقة عرضهم لأفكارهم، وتنوعت تخصصاتهم من رئيس لنادٍ إلى رئيس لاتحاد، إلى مدير تنفيذي، إلى لاعب ومدرب وحكم وطبيب، لكنهم اتفقوا ضمنياً وعلنياً على «فكرة واحدة»، هي النواة التي أزهرت في بلدانهم، وقادتهم إلى أعلى المراتب والألقاب، ورسّخت لديهم إرثاً متوالياً من الأجيال، ومنحتهم «نفساً طويلاً» للمنافسة على مدى السنين. والفكرة هي العناية باللاعبين الصغار والأكاديميات، أو كما نسميها «المراحل السنية»، التي شدد عليها بلاتيني، ونائب رئيس الاتحاد الألماني، ورئيس نادي يوفنتوس، كما تطرق لها وأيدها الجميع.

ألمانيا حصدت كأس العالم أربع مرات، وفي طريقها إلى النجمة الخامسة، كما قال نائب رئيس الاتحاد الألماني د.رينر كوك، الذي ألقى محاضرة في المؤتمر، وأذهلني بحجم المعلومات والأرقام التي عرضها في «برزنتيشن»، متضمناً صوراً وغرافيك وأرقاماً دقيقة، فيها «تفاصيل التفاصيل» عن العمل الذي يؤديه الاتحاد الألماني، ما يدل على أن خلف إنجاز «الماكينات» في كأس العالم إداريين لا مثيل لهم في التخطيط الرياضي، والخبرة، والتنفيذ، وتحسس مواطن الخلل، والعمل وفق استراتيجيات مدروسة، وأهداف موضوعة، وسياسات مصفوفة.

قال كوك إن الاتحاد الألماني بدأ يفكر في كأس العالم 2026 و2030، وأنه بدأ العمل من الآن على الناشئين، وعبر الأكاديميات المختلفة التي تتوزع في جميع مناطق ومدن ألمانيا، وعددها 54 أكاديمية، وتعمل جمعيها وفق منهجية وتخطيط اتحاد الكرة، الذي يشرف عليها جميعها، وإنهم يديرون نحو 10 آلاف مباراة أسبوعياً في جنوب ألمانيا، فيما بلغ عدد اللاعبين الصغار لديهم ستة ملايين، يتم توزيعهم اعتباراً من سن الـ16 للعب في الأندية المحترفة التي تمنحهم الرواتب والامتيازات.

إذاً المستقبل معروف من الآن، ولا يأتي الإنجاز بالطريقة التي نعتقدها بإحداث تغييرات على تشكيلة المدرب، أو إجراء التبديل في الوقت المناسب..

يا صديقي: «إنجاز اليوم هو عمل الأمس، وإنجاز الغد هو عمل اليوم».

بعد أن أنصت إلى محاضرات المؤتمر، تذكرت كلمة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، التي قالها سموه في الكلمة الترحيبية بضيوف المؤتمر، إن هذا المؤتمر «منصة لتطوير كرة القدم في الدولة والمنطقة»، وهو فرصة للاستفادة من الخبراء وذوي التجارب الناجحة في العالم، وتبادل الأفكار معهم، ما يسهم في رسم حلمنا واستراتيجيتنا البعيدة الأمد.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر